بالتزامن مع اليوم العالمي للتطوع أو اليوم الدولي للمتطوعين، وهو احتفالية عالمية سنوية توافق في 5 كانون الأول (ديسمبر) حددتها الأممالمتحدة منذ عام 1985، شهدت المملكة العربية السعودية عدداً من النشاطات لإحياء هذا اليوم الذي يحتفل فيه في غالبية بلدان العالم. ويعتبر الهدف الأساس من هذا النشاط هو شكر المتطوعين على مجهوداتهم إضافةً إلى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع. وتنظم هذا الحدث المنظمات غير الحكومية، ويحظى بمساندة ودعم من متطوعي الأممالمتحدة وهو برنامج عالمي للسلام والتنمية ترعاه المنظمة الدولية. والسعودية بمؤسساتها الحكومية والأهلية، لا تنقصها التجربة ولا الخبرة في استثمار هذا اليوم العالمي للتذكير بأدوارها المميزة وتعزيز قيم التطوع الذي لم يعد غريباً على مجتمع شاب، بفضل تجارب مميزة ونجاحات لافتة سجلها شباب وشابات السعودية في منصات متعددة. وقد تفاعلت أكثر المؤسسات الحكومية في أطراف السعودية للاحتفال بهذا اليوم ، مستذكرة أدوار الفرق التطوعية التي ساهمت في أداء واجباتها المختلفة في الظروف العادية أو غير التقليدية، لا سيما قطاعات مثل الدفاع المدني والصحة والهلال الأحمر السعودي. يستعد شامي اليحياوي لجمع فريق عمله للتوجه إلى حفل التكريم الذي تنظمه إدارة الهلال الأحمر بإحدى محافظاتمكةالمكرمة. فقد شارك هو وقرابة 20 شاباً من أبناء بلدته في تقديم الخدمات الإسعافية والإغاثية لضيوف الرحمن خلال موسم الحج الأخير علماً إنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها شامي ورفاقه في هذه المهمة الموسمية التي استعدوا لها في تدريبات كثيرة. ويؤكد شامي في حديثه ل «الحياة» أن التكريم ليس مقصوداً لذاته ولا في أجندته الشخصية، ولكن التجمع في هذه المناسبة والالتقاء بالمتطوعين من كافة المناطق يعزز هذا البعد في نفوس الشباب ويشجعهم على مواصلة العمل في هذا المجال. في جدة، رعى المحافظ الأمير مشعل بن ماجد افتتاح فعاليات اليوم العالمي للتطوع بالمدينة، وقام بافتتاح المعرض المصاحب الذي جاء تحت شعار «المتطوعون أول المستجيبين... هنا وفِي كل مكان»، والتقطت الصور التذكارية مع الأمير مشعل بن ماجد ورؤساء الفرق التطوعية الملتئمين للمناسبة. وجدة مدينة تعرف التطوع بشكل جيد ومحترف، إذ أبدى شباب هذه المدينة حساً بالمسؤولية المجتمعية وبسالة غير متناهية في العطاء والتفاني لخدمة أهلها خلال كوارث السيول التي ضربت المدينة أكثر من مرة. وقد استثمرت المؤسسات الحكومية والأهلية المانحة في تطوير هذه الفرق ورفع قوة استجابتها وتأهيل كوادرها حتى أصبحت تجربة حقيقية وناضجة . المميز هذه المرة بالنسبة إلى الاحتفال بفاعليات «اليوم العالمي للتطوّع»، هو تماشيه مع رؤية المملكة 2030 التي تطمح إلى تطوير مجال العمل التطوعي، وزيادة أعداد المتطوعين قبل نهاية عام 2030، وتعزيز مساهماتهم في كافة مناطق المملكة، ما دفع كل القطاعات إلى إطلاق منصات خاصة تهدف إلى تكريم الفرق التطوعية والمتطوعين وتعزيز إسهامات مؤسسات العمل التطوعي والأفراد في خدمة المجتمع.