يعد كتاب «الرواية السعودية - حوارات وأسئلة وإشكالات» (دار الكفاح) للصحافي طامي السميري، توثيقاً لشهادات مرحلية مهمة و«لعبة حوارية حول السرد»، بحسب تعبير الناقد عبدالله الغذامي في مقدمته المحتفية بالكتاب الذي جمع فيه السميري حوارات مع 51 ناقداً وروائياً وكاتباً، تدور حول الروايات الصادرة في الفترة بين عامي 2003 و2009، كانت نشرت في الصحافة والمجلات المحلية بما يرسخ العمل الصحافي الذي تصدى له طامي عملاً نقدياً يكشف عن وعي عميق ومتابعة دقيقة، تحمل تصوراً نقدياً جاء مواكباً للفورة الروائية السعودية، التي رصدها المؤلف بعين القارئ النوعي وبأسئلة الصحافي المثقف، فهو، كما يقول الغذامي، ناقد مثلما هو صحافي، وباحث مثلما هو مستطلع، وحامل رأي مثلما هو حامل سؤال، وبهذا كله يكون السميري سد ثغرة عريضة في الحال النقدية، التي تراخت أحياناً خلال تلك السنوات الست. الكتاب بصفحاته ال 540 وإن كان مختصاً في الرواية، إلا أنه حوى قضايا ثقافية وطروحات وتحليلات لا حصر لها، تشكل في مجملها متعة معرفية، ومادة قرائية مكتنزة بالمعلومات والرؤى الغزيرة، التي تفتح أبواباً لحوارات متجددة لا تقل عنها ثراء. من زاوية أخرى يكشف الكتاب منطلقات وثقافة وعمقاً، بل والتكوين النفسي والأخلاقي لكل متحاور. غير أن في تقديم سريع كهذا لا يمكن الوقوف على نتفة يسيرة مما ورد فيه، فكل سؤال وجواب مع كل ضيف بمثابة محور نقاشي يمكن التداخل معه وحوله بما يكفي لانعقاد ندوة خاصة به، وهو كطاقة روائية تداخل فعلاً مع مفصليات الحياة الاجتماعية والثقافية والروحية ووقف على ما يكشف ويعري وينشر غسيل الحراك السيسيوثقافي على حبال الجدل والطرح المنطقي. الكتاب شمل حوارات مع عبدالله الغذامي ومحمد العباس ومحمد الحرز وعلي الشدوي ومعجب العدواني ولمياء باعشن وسعاد المانع وشمس ونورة القحطاني وليلى الأحيدب وأميرة القحطاني ووفاء العمير وأميمة الخميس. هكذا حاور طامي الروائيين والروائيات بما يجلي حقائق عن ذواتهم الكاتبة/ القارئة، سواء في حرفيتهم أو موضوعيتهم التي كتبوا بها وعنها، حوارات نابهة تستنطق ثقافتهم ورؤيتهم وفنهم.