حذرت «منظمة الصحة العالمية» أمس من أن هناك نحو 500 مريض ما زالوا ينتظرون الإجلاء الطبي من الغوطة الشرقية، إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، لكن الحكومة لم تسمح بذلك بعد. يأتي ذلك فيما قتل 21 مدنياً في قصف جوي روسي استهدف ليل الثلثاء- الأربعاء احدى بلدات محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم «داعش» على جيوب محدودة فيها. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أمس إن تسعة أطفال قتلوا في القصف الجوي الروسي الذي أصاب أبنية سكنية في بلدة الجرذي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، الذي يقسم محافظة دير الزور إلى جزءين. ولا يزال تنظيم «داعش» يسيطر وفق «المرصد» على البلدة. وتشكل محافظة دير الزور منذ أشهر مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول تقوده قوات النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات، والثاني تقوده «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، على الضفة الشرقية للنهر. وأعلنت روسيا، الداعمة لقوات النظام السوري، الإثنين أن طائراتها نفذت غارات جوية أيضاً دعماً للفصائل الكردية في دير الزور. وكانت «وحدات حماية الشعب الكردية»، العمود الفقري ل «قوات سورية الديموقراطية»، أعلنت قبل ثلاثة أيام طرد تنظيم «داعش» من الضفة الشرقية للفرات. إلا أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» يقول إن تنظيم «داعش» لا يزال يسيطر على ثمانية في المئة من المحافظة. في موازاة ذلك، أفادت «منظمة الصحة العالمية» أمس بأن نحو 500 مريض ما زالوا ينتظرون الإجلاء الطبي من الغوطة الشرقية، لكن الحكومة لم تسمح بذلك بعد. وقالت إليزابيث هوف ممثلة المنظمة في سورية إن معدلات سوء التغذية في المنطقة المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة والتي تقع على بعد 45 دقيقة بالسيارة من دمشق بلغت الآن «أعلى مستويات تشهدها سورية منذ بدء الأزمة». وقبل أسبوع دعت الأممالمتحدة القوى العالمية إلى المساعدة في ترتيب الإجلاء، محذرة من أن الغوطة الشرقية أصبحت تمثل «حالة طوارئ إنسانية». وفي ذلك الوقت قال يان إيغلاند مبعوث الأممالمتحدة إن تسعة مرضى توفوا في الأسابيع القليلة الماضية أثناء انتظار الإجلاء. وقالت هوف لرويترز من دمشق «الحكومة السورية لم توافق بعد على الإجلاء الطبي». وأضافت «لم يحدث أي تحرك». وتابعت أن قائمة المرضى الأولى بالإجلاء قدمت من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي تعاني بالأساس من أمراض مزمنة منها الفشل الكلوي والسرطان وأمراض القلب. وقالت إن بعض جرحى الحرب كذلك ضمن القائمة وإن أكثر من 400 من أقاربهم يسعون إلى مرافقة المرضى وعددهم 480 للعلاج في مستشفيات دمشق. وقالت هوف إن دراسة عن سوء التغذية أجريت في الغوطة الشرقية خلال النصف الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) جمعت بيانات عن أكثر من 300 طفل تتراوح أعمارهم من ستة أشهر إلى خمس سنوات. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) و «منظمة الصحة العالمية» في الدراسة «نتائج بيانات البحث تشير إلى تدهور في وضع التغذية بين الأطفال تحت سن خمس سنوات». واتضح أن 11.9 في المئة من الأطفال الذين جرى فحصهم يعانون من سوء تغذية حاد يمكن أن يهدد الحياة. وتقدم منظمات الإغاثة خدمات تغذية علاجية ووقائية من خلال خمس منشآت صحية وسبع عيادات متنقلة في دوما وحرستا وكفر بطنا. وقالت هوف «سلمنا ثمانية أطنان من الإمدادات الدوائية للغوطة الشرقية الشهر الماضي لكنها غير كافية».