قبل بداية دورة رولان غاروس الفرنسية لكرة المضرب، بدا أكيداً أن إنجاز بيورن بورغ القياسي، وحيازته أربعة ألقاب بطولة (1978 - 1981) على التوالي، لن يصمد بوجه الغول رافاييل نادال. وأصاب الجمهور الضجرُ من فوز جديد يحرزه طاغية كرة المضرب. ولكن المناقشات والتخمينات كلها تبددت يوم الأحد بعد الظهر (في 31 أيار/ مايو)، تحت وقع مضرب روبين سوديزلينغ على الملعب الترابي. فاللاعب السويدي، وهو لم يعرف عنه إرهاب خصومه وشركائه في اللعب، أنهى سيطرة الإسباني (موقتاً؟)، وقطع سلسلة انتصارات بلغت 31 انتصاراً من غير انقطاع، وسبعة أشواط تعادل فقط في أربع دورات مظفرة. وغداة هزيمة المصنف أول عالمياً، اراد بعض تقنيي الرياضة ومدربيها فهم الأسباب الداعية الى الخسارة. فذهب طارق بن حبليس، مدرب اندي روديك وغاييل مونفيس، الى ان «مضرب نادال كان من غير عزيمة، وبدا اللاعب مرهقاً وضعيف الرد». ويعزو باتريك موراتوغلو، مدير أكاديمية كرة مضرب تحمل اسمه، الخسارة الى ثلاثة أسباب: «الأول ذهني، فنادال يعاني ضغطاً يفوق عشرة امثال نظيره في الأعوام الماضية، ويحشره هذا في موقف دفاعي. والثاني تقني، فهو غيّر لعبه المباشر محتسباً فاعلية أفضل في الملعب الصلب. ولا ريب في ان هذا ضايقه في مواجهة الكرات العالية، وهي كثيرة في الملعب الترابي. والسبب الأخير جسماني. فهو جريح، ولا يخفى على المشاهد اضطراب ارتكازه». ولاحظ إريك فينوغرادسكي، مدرب جو - ويلفريد تسونغا، وهو على يقين من ان اسلوب سوديرلينغ كان له أثر راجح في خسارة نادال، ان الإسباني لا يرتاح للاعبين من اصحاب ضربات الإرسال القوية و «الضخمة». «وهو لعب دفاعه على شاكلة السنوات السابقة، ولكن هجومه كان ضعيفاً قياساً على السنوات نفسها». ولا يرى موراتوني ان في مستطاع البطل العالمي إحراز دورة ويمبلدون القادمة، على خلاف طارق بن حبليس الذي يتوقع ثلاثة انتصارات أو أربعة لنادال. ويجمع الخبراء على ان اللاعب الإسباني يلعب كثيراً. «فهو شره الى الانتصار، وهذا مصدر قوة ولكنه مصدر ضعف كذلك»، على قول موراتوغلو كذلك، وحين يقال للمايوركي انه يكثر من اللعب، ينظر الى السماء، على رغم تهذيبه ودماثته. وقد تدعوه خسارته الى التفكير في الأمر. * صحافية، عن «لو فيغارو»، 2/6/2009، إعداد و. ش