جددت المملكة العربية السعودية التأكيد على دعمها الراسخ وتضامنها الكامل مع جميع أبناء الشعب الفلسطيني في نضاله التاريخي لنيل حقوقه غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حق تقرير المصير. ودعت المملكة إلى أن تكون القضية الفلسطينية واستحقاقاتها القانونية والسياسية والإنسانية في مقدم اهتمامات المجتمع الدولي، وذلك بغرض التنفيذ الفوري لكل القرارات الأممية في هذا الشأن. وأوضحت في كلمة ألقتها المنسقة السياسية في وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة منال رضوان، أمام اجتماع المنظمة الأممية حول البند 37 «الحالة في الشرق الأوسط» والبند 38 «مسألة فلسطين» في نيويورك أمس (الأربعاء): «نحن نحتفل في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويشرفني أن أجدد التأكيد على دعم السعودية الراسخ وتضامنها الكامل مع جميع أبناء الشعب الفلسطيني في نضاله التاريخي لنيل حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على كل الأرض الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967». وأضافت، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس): «نجدد إدانتنا وبشدة لكل الحملات الإسرائيلية المتلاحقة على الأرض الفلسطينيةالمحتلة، ونحمّل إسرائيل وحدها بصفتها القوة القائمة في الاحتلال مسؤولية أعمالها المشينة بقتلها الفلسطينيين الأبرياء، وتوغّلها الاستيطاني، وسرقة الأرض الفلسطينية، وتدمير الآلاف من المنازل والمباني والبنى التحتية، وكل الأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 70 عاماً من النكبة، ونصف قرن من الاحتلال و10 أعوام من الحصار الجائر، وكلها انتهاكات جسيمة ترقى إلى أن تكون جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، لاتسقط بالتقادم، ولن تنساها ذاكرة الأجيال، وإسرائيل بسلوكها العدواني المستمر تضرب عرض الحائط كل مناشدات ومطالبات المجتمع الدولي بوقف انتهاكاتها الجسيمة والتزامها القرارات الدولية واحترامها القانون». وأشارت رضوان إلى أن المملكة «تدعو إلى أن تكون القضية الفلسطينية واستحقاقاتها القانونية والسياسية والإنسانية، بما في ذلك النتائج والآثار الكارثية التي تسبب فيها العدوان الإسرائيلي في مقدم اهتمامات المجتمع الدولي، وذلك بغرض التنفيذ الفوري لكل القرارات الأممية في هذا الشأن بما يضمن وضع حد نهائي لكل انتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل، وتوفير حماية دولية فورية للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، بما فيها القدس الشريف، وتمكين الشعب من الحياة بكرامة وحرية وسلام في موطنه الأصلي». وتابعت قائلة: «تؤكد السعودية الهوية الإسلامية والعربية والفلسطينية للقدس المحتلة، وعلى أن القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ويبقى ضمها من جانب قوات الاحتلال غير قانوني وغير معترف به ومدان من المجتمع الدولي، وندين بأشد العبارات بالانتهاكات المستمرة على المسجد الأقصى والمصلين على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين، ونطالب بوقف هذه الانتهاكات المتكررة وإلزام إسرائيل احترام حقوق حرية العبادة والحفاظ على حرمة المصلين والأماكن المقدسة». وقالت المنسقة السياسية في وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة: «إن استمرار قوات الاحتلال في ممارستها الاستيطانية غير الشرعية والاستيلاء على الأرض الفلسطينية وطرد سكانها الأصليين، هو دليل دامغ على سياسة التطهير العرقي التي تمارسها، وأن ما تقوم به من بناء المستوطنات هو تقويض حل الدولتين وتأكيد عملي أنها ليست معنية بالحلول السلمية، بل إن ما تسعى إليه هو سياسة فرض الأمر الواقع والاستمرار في الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه». وتدعو إلى إجراءات لوقف النشاط الاستيطاني ودعت المنسقة منال رضوان، خلال إلقائها كلمة المملكة أمام الأممالمتحدة في نيويورك أمس، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات القائمة، مؤكدة أن السعودية تحمّل إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات الجرائم البشعة التي يمارسها المستوطنون المتطرفون بحق الشعب الفلسطيني، وتدعو إلى إدراج قادة المستوطنين والجماعات الاستيطانية المتطرفة على لائحة الإرهاب والمطلوبين للعدالة الدولية لدى دول العالم ومنظمات المجتمع الدولي». وأضافت «لم تكتفِ بلادي بالتأكيد على دعمها للفلسطينيين بل اتخذت مواقف عملية للدعوة إلى السلام وتحقيقه، وفي هذا الشأن قدمت المملكة العربية السعودية مبادرتها التاريخية للسلام التي تبنتها قمة بيروت العربية عام 2002 وأصبحت مبادرة عربية للسلام، اعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي فمثلت منعطفاً تاريخياً مهماً في مسار العملية السلمية، وأسست لمرحلة جديدة لإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، ووضع الأساس لسلام شامل عادل ينعم فيه الفلسطينيون وجميع شعوب المنطقة بالأمن والسلم والرخاء والتنمية، وجاء إعلان عمّان الصادر عن اجتماع قمة الدول العربية الأخير في آذار (مارس) الماضي من هذا العام، ليجدد التأكيد على هذه المبادرة وليعزز التزام الجانب العربي حل الدولتين سبيلاً وحيداً إلى تحقيق السلام». واستطردت قائلة: «أمام كل الدعوات إلى التعامل الإيجابي مع مبادرة السلام العربية، تستمر إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في الاستمرار في التوغل الاستيطاني، فضلاً عن الإجراءات الأحادية التي ترمي إلى الإساءة إلى القدس والحرم الشريف، والحصار الجائر على غزة، وتعريض الشعب الفلسطيني إلى مختلف أشكال العنف والانتهاكات الجسيمة لقانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي، وهنا لا يسعنا إلا أن نعيد تحذيرنا وبأشد العبارات الممكنة من خطورة استمرار تفاقم الأوضاع في فلسطينالمحتلة وانزلاقها إلى حالة من التصعيد تشمل آثارها كل أنحاء المنطقة بل وتتجاوزها إلى ما سواها».