في موقف مخالف لإعلان قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري الشهر الماضي أن بلاده «لا تحتاج إلى زيادة مدى صواريخها البالغ ألفي كيلومتر، باعتباره يغطي معظم مصالحها ومواقع القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط»، حذر العميد حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، من تنفيذ هذه الخطوة «إذا هددتنا أوروبا». ويندرج ذلك في إطار رفض طهران منذ أسابيع دعوة باريس إلى إجراء حوار»حازم» مع إيران في شأن برنامجها للصواريخ الباليستية، واقتراح باريس تناول المسألة في مفاوضات منفصلة عن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى عام 2015. وعلى رغم أن طهران تشدد على أن برنامجها الصاروخي «دفاعي وليس محل تفاوض»، قال سلامي: «إذا كنا نبقي مدى صواريخنا عند ألفي كيلومتر فذلك ليس بسبب الافتقار إلى التكنولوجيا، بل لأننا نلتزم مبدأ استراتيجياً». وزاد: «حتى الآن نشعر بأن أوروبا لا تمثل تهديداً لذا لم نزد مدى صواريخنا. ولكن إذا أرادت أوروبا أن تتحول إلى تهديد فسنفعل ذلك». وكرر سلامي أن «القدرات الصاروخية والدفاعية للجمهورية الإسلامية تشكل ضمانة لأمن إيران واستقلالها وعمل ديبلوماسييها. وهي لن تتفاوض أبداً حول قدراتها الدفاعية، لأن التنازل عنها أو تقييدها يعني الاستسلام وانتصار العدو بلا خوض حرب». وتملك إيران أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط ولديها صواريخ موجهة بدقة يغطي مداها إسرائيل. واتهمتها الولاياتالمتحدة هذا الشهر بتزويد المقاتلين الحوثيين في اليمن صاروخاً أُطلق على السعودية في تموز (يوليو)، وهو ما نفته طهران. وتقول واشنطن إن البرنامج الصاروخي لإيران «ينتهك القانون الدولي، لأنه يمكن تحميل هذه الصواريخ رؤوساً حربية نووية في المستقبل». على صعيد آخر، يستعرض الرئيس حسن روحاني عبر شاشة التلفزيون ليل الثلثاء، أداء الحكومة خلال فترة مئة يوم من بدء ولايته الثانية. وأوضح برويز اسماعيلي، المساعد الإعلامي لروحاني، أن حديث الأخير «سيتمحور حول الاقتصاد، خصوصاً وضع الوظائف، والديبلوماسية والثقافة والمجتمع وقضايا أخرى». وفي حصيلة جديدة للزلزال الذي ضرب غرب إيران في 12 الجاري، رفعت السلطات عدد القتلى إلى 483 بعد وفاة مصابين بتأثير جروحهم والتعرف إلى ضحايا كانوا دفنوا على عجل. وضرب زلزال عنيف بقوة 7.3 درجة، ليل 12 الى 13 من الجاري كامل الواجهة الغربية لإيران. وسقط معظم الضحايا في محافظة كرمنشاه المحاذية للحدود مع العراق، حيث حصدت الكارثة 8 قتلى أيضاً، علماً أن الزلزال في إيران أدى أيضاً إلى جرح 12380 شخصاً، وتدمير نحو 30 ألف مسكن.