مدريد - أ ف ب - يختنق سكان مدريد من شدة الحر في عز موسم الصيف خصوصاً انهم على بعد مئات الكيلومترات عن البحر، إلا أنهم سيستمتعون قريباً ب «شاطئ» خاص بهم على ضفة نهر، يشكل المرحلة الأخيرة لمشروع طموح. موقع مدريد ريو (نهر مدريد)، وهو مسار اخضر يمتد على طول ثمانية كيلومترات تبلغ مساحته 120 هكتاراً على ضفتي نهر مانثاناريس الذي يمر في غرب العاصمة الإسبانية. ونصبت في المكان تجهيزات رياضية وثقافية ودروب مظللة و30 كيلومتراً من الممرات المخصصة للدراجات الهوائية فضلاً عن ملاعب للأطفال ومقاه ومطاعم تستقبل من الآن سكان مدريد الذين يستكشفون من جديد أحياء منسية من مدينتهم. إلا أن افضل ما في المشروع، «الشاطئ المديني» الذي سيفتح أمام الزوار بعد أيام على غرار ما تشهده باريس منذ العام 2002 على ضفتي نهر السين لكن من دون الرمل. فقد أقيمت في المكان ثلاثة أحواض غير عميقة مزينة بنوافير ومحاطة بحدائق عشبية. الفكرة وراء ذلك إقامة فسحة منعشة للاسترخاء في قلب المدينة الواقعة على بعد 350 كيلومتراً عن أقرب الشواطئ التي غالباً ما تتجاوز الحرارة فيها خلال الصيف 40 درجة مئوية. وغرست في المكان اكثر من 25 ألف شجرة وآلاف الشجيرات وبني 11 جسراً للربط بين حيي كارابانتشال ولاتينا الشعبيين وسط مدريد. ورممت جسور قديمة على نهر مانثاناريس، كما حُسنت نوعية المياه في النهر وزيادة منسوبه في حين كان في بعض الأماكن مجرد مجرى مياه ضئيل موحل. وتطلب المشروع إعادة رسم مسار الطريق السريع الدائري «أم 30» ليمر تحت موقع «مدريد ريو». وانتقدت المنظمة المدافعة عن البيئة «ايكولوخيستاس إن اكسيون» الترسيم الجديد للطريق الدائري معتبرة انه نفذ «من دون دراسة تأثيره على البيئة» في مدينة تعاني باستمرار من التلوث، إلا أن سكان المنطقة سعيدون جداً للتحول الجذري لإطار حياتهم اليومية.