وزعت المملكة العربية السعودية ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 1500 سلة غذائية على المحتاجين في مديرية العبدية بمحافظة مأرب باليمن أمس (الجمعة). ويأتي توزيع هذه السلال الغذائية - بحسب وكالة الأنباء السعودية - امتداداً لأكثر من 161 مشروعاً نفذها المركز في جميع محافظات اليمن، بمشاركة 85 شريكاً محلياً وأممياً، وامتداداً للمشاريع الإغاثية التي يقدمها المركز لجميع أبناء المحافظات اليمنية للتخفيف من معاناتهم جرّاء الأزمة التي يعيشونها. كما اختتمت أول من أمس الجولات الميدانية لفرق التثقيف الصحي للتعريف بالبعوض الناقل لحمى الضنك، التي استهدفت عدداً من المدارس والجامعات والمعاهد والتجمعات السكانية في محافظة تعز، ضمن مشروع مكافحة حمى الضنك الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وأوضح منسّق المشروع الدكتور أحمد منصور، أن لهذه الجولات أثراً كبيراً في توعية المجتمع بمخاطر حمى الضنك، مقدماً شكره وتقديره لمركز الملك سلمان للإغاثة، لما يقدمه لمحافظة تعز من جهود في مكافحة الوباء والحد من انتشاره. من جهة ثانية، استنكر المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، حصول ميليشيا إرهابية مثل ميليشيا الحوثي على صاروخ يبلغ مداه أكثر من 1500 كليومتر، كالذي أطلق على مطار الملك خالد الدولي بتاريخ الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وأعرب، خلال اجتماع رفيع المستوى للشراكة من أجل السلام الدائم في اليمن، شهدته العاصمة النروجية أوسلو أول من أمس (الخميس)، عن استنكاره «الصمت الدولي على الاعتداءات التي تشنها الميليشيات الحوثية من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية على المدن السعودية الحدودية مع اليمن، حتى بلغت الجرأة أن تطلق هذه الصواريخ على مطار مدني في عاصمة المملكة العربية السعودية، وعدم التطرق لمن يقف خلف ذلك». وأكد خلال اللقاء، أن المملكة ومن خلال المركز لم تتوانَ عن تقديم المساعدات لليمنيين، مستعرضاً الجهود التي قدمتها للشعب اليمني منذ إنشاء المركز، وما تسعى إلى تقديمه خلال الفترة المقبلة. وقال إن إجمالي المساعدات التي قدمتها المملكة إلى اليمن منذ نيسان (أبريل) 2015 - إلى تشرين الأول (أكتوبر) 2017، بلغ 8.27 بليون دولار، مبيناً أن المركز قام بالعمليات النوعية مثل عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية والطبية في تعز وكسر الحصار الذي فرضته الميليشيات الانقلابية. وأفاد بأن المركز نفّذ 161 مشروعاً في جميع مناطق اليمن، عبر 86 شريكاً محلياً ودولياً، شملت الأمن الغذائي والتغذية والإيواء والصحة والدعم المجتمعي والإصحاح البيئي وغيرها من المشاريع، مؤكداً عناية المركز واهتمامه الكبيرين بالبرامج الموجهة للطفل والمرأة، إذ بلغت 148 مشروعاً. وأوضح أن المركز قدم للأطفال اليمنيين 80 مشروعاً في مجالات التعليم والحماية والأمن الغذائي والصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي، وكذلك تخصيص برامج للمرأة اليمنية من خلال 68 مشروعاً في مجالات الحماية والتعليم والأمن الغذائي والصحة والإصحاح البيئي والتغذية. وشدد الربيعة على أن جميع القوانين الأممية والحقوقية تحرّم وتجرّم استخدام الأطفال كأدوات حرب، أو إقحامهم كدروع بشرية، مفيداً أن الميليشيات الانقلابية جنّدت ما يزيد على 20 ألف طفل يمني بريء وفق تقارير الهيئات الحقوقية. وأشار إلى أن المركز ينفّذ مشروعاً لتأهيل الأطفال الذين جنّدتهم الميليشيات الحوثية بدأ الآن بتأهيل ألفي طفل، مضيفاً أن المملكة قدمت جهوداً كبيرة للحد من انتشار وباء الكوليرا في اليمن، إذ دعمت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف بأكثر من 76 مليون دولار. وأكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن المركز سيّر قافلة كبيرة تحمل أكثر من 550 طناً من الأدوات والمستلزمات الطبية والمحاليل إلى جميع مناطق اليمن لمكافحة الوباء، مبيناً أن نسبة التشافي بلغت 99.5 في المئة، ما دفع كثيراً من المنظمات العاملة على الأرض إلى إغلاق مراكز علاج الكوليرا التابعة لها في بعض المناطق. ودعا الربيعة منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى العاملة في اليمن إلى تحقيق اللامركزية في العمل الإنساني، بعيداً عن الاعتماد على مدينة واحدة لمقر مكاتبها في اليمن. إلى ذلك، التقى الربيعة في العاصمة النروجية أوسلو أمس، رئيس مركز أوسلو رئيس وزراء النروج الأسبق بوندفيك كيل، بحضور ممثلي وزارتي الدفاع والخارجية، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة النروج عصام الثقفي. وأطلع الربيعة الجانب النروجي على جهود المملكة الإغاثية والإنسانية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، مؤكداً أن المركز يعمل على تنفيذ مشاريعه على رغم كل الانتهاكات التي تستهدف العاملين في المجال الإغاثي. واستعرض خلال اللقاء الجهود التي بذلها المركز تجاه الشعب اليمني خلال عامين ونصف العام منذ إنشائه، وما يسعى لتقديمه خلال الفترة المقبلة.