يعيد مهرجان الجنادرية، عبر مدينة الملك عبدالعزيز الشعبية، زواره ليعيشوا حياة الأجداد، بتصميمات تعكس الشكل والمضمون، بدءاً من الحرف اليدوية، وعرض مجسمات لحيوانات منقرضة، وجمال التراث القديم، إلى إسماعهم عزف موسيقى «الربابة»، ثم استعراض طريقة التعليم القديمة، وألوان من حفلات الزواج في السابق وغيرها. وأوضح المشرف العام على المدينة أحمد الهويدي أن عدد زوار المدينة في اليوم الثاني من المهرجان بلغ 11 ألف زائر تقريباً، مشيراً إلى أن المدينة تنقل تراث المملكة مصغراً من حرف وصنع متنوعة، وتعرض الطرب البدوي القديم والعزف الموسيقي على آلة «الربابة»، و طريقة التعليم القديم في منطقة نجد، مشيراً إلى أنها عرضت حفلة الزفاف القديم من المناطق الجنوبية، والحرفة اليدوية في عمل الفرش القديمة والسدو الجميل، ومجسمات لحيوانات محنطة باتت على وشك الانقراض، مضيفاً أن كل ذلك يعرض بالتصميم القديم وينقل كما كان بالشكل والمضمون. وذكر عامل الحرفة اليدوية بصناعة الفرش القديم والسدو محمد المعجل (92 عاماً) أنه يعمل في المهنة طوال 82 سنة، إذ علمه والده منذ أن كان عمره عشر سنوات، وأن العمل على الفرش يبدأ في جلب الصوف من جلد الأغنام والماعز وتنظيفه، ثم العمل عليها لمدة أسبوع، لافتاً إلى أنه عند التفكير بأن هذه الحرفة في طريقها للزوال ينتابه الألم والشعور بالحزن، إذ إن العمل فيها أصبح مقصوراً على حضور المهرجانات مثل ما حدث معه في دبي وسويسرا وكندا لنقل تراث المملكة. من جانبه، أوضح رئيس التراث والفنون الشعبية في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة عبدالله الجبالي أن عدد الحضور في اليوم الثاني وصل إلى 150 ألفاً، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين زائر من كل أنحاء العالم، مشيراً إلى أن مهرجان الجنادرية أصبح من أهم المهرجانات العالمية، وأنه يستضيف كل عام دولة واحدة من دول العالم، وأنه استطاع أن يستضيف اليابان لهذا العام. وفي ركن آخر، تبرز قرية جازان التراثية بأرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، ضمن البيوت الأثرية والتقليدية لمناطق المملكة، كمعلم حضاري يرمز للتنوع الثقافي تبعاً لبيئة المنطقة وتضاريسها، عبر تطويع إنسان المنطقة لموارد البيئة الطبيعية، ليخلق منها حضارة تشهد تواصلاً بين أجيال الماضي الحاضر أملاً في غد أكثر تطوراً ورقياً. إذ تشرع القرية أبوابها لزوار المهرجان ليقفوا على البيت الجبلي بعمرانه الصلب وقوة التصميم ومتانته الملائمة للبيئة الجبلية التي تحوّلت منذ القديم بيوتاً وعمراناً ومدرجات وحقولاً زراعية، فيما تعبّر «العشة الطينية» في البيت التهامي عن بساطة الحياة التهامية وأناقتها عبر شكل العشة المخروطي وأصوات الأواني المعلّقة بداخلها، وينتصب البيت الفرساني ليجسّد البيئة البحرية في جزيرة فرسان. كما يمثل المطعم الشعبي في القرية أصناف الطعام التقليدية التي اشتهرت بها منطقة جازان مثل المرسة والمغش والحيسية والخمير، بينما يقدّم الحرفيون في جانب آخر من القرية عروضاً لأنواع الحرف التقليدية القديمة، أما وسط القرية فتبدو الساحة الشعبية بعروض الفنون التي دأبت المنطقة على تقديمها عبر فرقها الفنية، ومنها رقصات السيف والمعشى والزامل والربش والعزاوي، كما يظهر المركز الحضاري واقع المنطقة التنموي، بعرض أبرز المنجزات الحضارية للمنطقة، مثل جامعة جازان ومدينة جازان الاقتصادية ومصفاة النفط وضاحية الملك عبدالله والمدينة الصناعية والمدن الطبية.