دمّر اعتداء انتحاري نُسب إلى تنظيم «بوكو حرام» المتطرف أمس، مسجداً في شمال شرقي نيجيريا، حاصداً أرواح 50 شخصاً. وصرح ناطق باسم الشرطة أن الانفجار وقع أثناء صلاة الفجر في مسجد بمدينة موبي، الواقعة على الحدود مع الكاميرون، موضحاً أن الانتحاري «دخل بين المصلين» وفجّر نفسه. ولم تتبن أي جهة الاعتداء، إلا أن الناطق باسم الشرطة قال: «كلنا نعرف التوجه ولا نشتبه في أحد بنوع خاص، لكننا نعرف من يقف خلف هذه الهجمات»، من دون أن يسمي «بوكو حرام». ووصف مسؤول في أجهزة الإنقاذ، الانفجار بال «مدمر»، وقال إن الاعتداء سبّب «خسائر كبيرة»، وهو الأشد دموية في منطقة شمال شرقي البلاد منذ مكمن نُصب في تموز (يوليو) الماضي لقافلة تنقل أعضاء مهمة استكشاف النفط في ولاية بورنو المجاورة وتسبب بسقوط 70 قتيلاً. وروى شاهد يقيم قرب المسجد: «كنت في المكان أثناء عمليات الإنقاذ وقُتل 40 شخصاً على الفور، بينما نُقل كثيرون آخرون إلى المستشفى بعدما تعرضوا لإصابات خطرة ومميتة». وأضاف: «اقتُلع السقف. وذكر أشخاص كانوا قرب المسجد أن الانتحاري كان بين جمع المصلين وفجّر نفسه أثناء الصلاة»، مشيراً إلى أنه لا يساوره أدنى شك في أن الاعتداء «من فعل بوكو حرام»، بينما أفاد مراقبون بأن الهجوم يحمل بصمات فصيل يقوده أبو بكر شيكاو، الذي يجنّد نساء وفتيات لتنفيذ هجمات انتحارية. وكان تنظيم «بوكو حرام» دخل موبي في ذروة تمرده على الحكومة النيجيرية في نهاية عام 2014، واستولى مسلحوه على بلدات عدة وأراضٍ في شمال شرقي نيجيريا لإقامة «خلافة». وتغيّر اسم المدينة إلى «مدينة الإسلام» أثناء فترة احتلالها من مسلحي «بوكو حرام»، لكن المركز الاقتصادي لولاية أداماوا كان هادئاً منذ طرد المتشددين على يد الجيش ومجموعات دفاع ذاتي. وشهدت الولاية عودة تدريجية وهشة للهدوء منذ أشهر، مقارنةً بولاية بورنو المجاورة مركز النزاع التي لم تشهد أي فترة هدوء، لكن المتشددين استأنفوا هجماتهم في الآونة الأخيرة في هذه المنطقة المحاذية للكاميرون حيث تقع جبال ماندارا التي تضمّ معسكرات لمسلحي «بوكو حرام». يُذكر أن تفجير أمس، يرفع عدد القتلى في شمال شرقي نيجيريا هذا العام، إلى 278 قتيلاً، وفقاً لإحصاءات وكالة «رويترز».