القاهرة - «الحياة»، الاردن، دمشق، باريس، موسكو - أ ف ب، يو بي أي - على أثر اعلان فوز فريق 14 آذار في الانتخابات النيابية في لبنان، توالت ردود الفعل العربية والدولية. وهنأ الرئيس المصري حسني مبارك في اتصال هاتفي أمس، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري ب «نتائج الانتخابات النيابية». وأكد مبارك ترحيب مصر بنتائج الانتخابات وما عكسته عن إرادة شعب لبنان وخياراته، وأبدى تطلعه لاستمرار جلسات الحوار الوطني من أجل التوصل الى وفاق لبناني يدعم الاستقرار ويتجاوز الاستقطاب الذي شهدته الأعوام الماضية. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن الشعب اللبناني «قال كلمته بوضوح من خلال عملية ديموقراطية شهدت مشاركة إيجابية واسعة، في ما يعبر عن مدى اهتمام المواطن اللبناني بالمشاركة في صنع مستقبل دولته في هذه المرحلة المهمة والدقيقة». وجدد التزام مصر دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، معرباً عن تطلع مصر إلى التواصل مع الحكومة اللبنانية الجديدة والتي يأمل بأن يتم تشكيلها قريباً. وهنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الشعب اللبناني على «إنجاز الانتخابات النيابية بنجاح والذي تم بشهادة جميع المراقبين العرب والدوليين بحيادية ونزاهة واضحتين وبأجواء من التنافس الديموقراطي والحضاري». واعتبر موسى أن «الرابح الأكبر في الانتخابات هو لبنان». وكان موسى هنأ السنيورة بفوزه في الانتخابات، وكذلك هنأ الحريري على فوز التحالف الذي يقوده بالأغلبية، وكذلك على بيانه «الوطني» بعد فوزه، وذلك في اتصالين هاتفيين أجراهما صباحاً. كما اتصل موسى برئيس المجلس النيابي نبيه بري وهنأه على فوزه في الانتخابات وعلى البيان الذي أصدره ظهر أمس وأكد فيه الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية التي أظهرها اللبنانيون في هذه الانتخابات. ورحّب الأردن بنتائج الانتخابات اللبنانية. وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف في تصريح الى وكالة «يونايتد برس انترناشونال»، استمرار دعم بلاده للبنان، مضيفاً أن «الأردن ماضٍ في دعم لبنان ووحدته بما يحقق له الاستقرار». في المقابل، اتهمت صحيفتان سوريتان فريق 14 آذار بالفوز في الانتخابات بمساعدة «المال السياسي». وذكرت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم ان 14 آذار «متهمة بشراء الاصوات وتقديم الرشى»، معتبرة ان «ذلك افسح في المجال امام الموالاة لممارسة عملية كبيرة من التزوير». في حين عنونت صحيفة «الوطن» التي تجنبت ذكر التوقعات شبه الرسمية انه «اوسع اقتراع سياسي في تاريخ لبنان (...) والمال السياسي قال كلمته». واختتمت ان «هذا العنصر ادى الى قلب معطيات كثيرة من استطلاعات الرأي السابقة ليوم الانتخاب». مواقف دولية ودولياً، أعربت الحكومة الألمانية أمس عن ارتياحها الكبير إلى نتائج الانتخابات اللبنانية. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة توماس شتيغ ل «الحياة» إن برلين تتلقى بارتياح أنباء «انتهائها بسلام ومن دون حصول عوائق»، مرجحاً أن «يكون لبنان قادراً على الحصول على حكومة قوية وفعالة في المستقبل». وأضاف أن هذا «شرط كي يتمكن لبنان من لعب دور في عملية السلام في المنطقة كلاعب إقليمي مهم ويساهم في إعادة الاستقرار إليها»، مشيراً الى أن حكومته «ترى في النتائج انعكاساً لما يريده اللبنانيون ولرغبتهم الشديدة في تجاوز الصراع الداخلي، ولأن يجري تشكيل حكومة قوية قادرة على الحركة وتحظى بالاعتراف الدولي». ولفت الى اشارات عدة تحمل الأمل حصلت في الفترة الأخيرة لمصلحة لبنان بينها الإشارة المهمة الصادرة عن سورية التي اعترفت بسيادة لبنان واستقلاليته من خلال إرسالها سفيراً إلى بيروت أخيراً. ونوَّه الناطق باسم وزارة الخارجية أندرياس بيشكه بتأكيد مختلف الأطراف السياسيين اللبنانيين على التعاون المشترك، معتبراً أن ذلك «إشارة مشجعة ليس فقط للبنان، بل وللمنطقة أيضاً». وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسية ميخائيل مارغيلوف ان روسيا تؤيّد أي خيار يعتمده الشعب اللبناني. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن مارغيلوف قوله في حديث إلى الصحافيين أمس، ان المهم بالنسبة الى روسيا هو أن تجلب نتائج الانتخابات البرلمانية، التي أجريت الأحد في لبنان، السلام والاستقرار لهذا البلد. وترأس مارغيلوف وفد المراقبين الروس إلى الانتخابات البرلمانية اللبنانية، ولاحظ أن لبنان الذي عانى من الانقسام الطائفي لسنوات طويلة، أجرى الانتخابات البرلمانية على أعلى مستوى من الالتزام بالقواعد الديموقراطية الدولية.