توفي عن 83 سنة السفاح الأميركي تشارلز مانسون الذي أسس جماعة دينية وقتل مجموعة من الأشخاص منهم الممثلة شارون تايت، كما أعلنت سلطات السجون في كاليفورنيا مساء الأحد. وكان مانسون الذي يقول الأطباء إنه مصاب باضطرابات نفسية، أسس في ستينات القرن العشرين جماعة «مانسون فاميلي» في صحراء كاليفورنيا، واعتبر نفسه «المخلّص»، وارتكب جرائم قتل وحشية في أحياء لوس أنجليس. ومانسون الذي يعتبر من أشهر مجرمي الولاياتالمتحدة، مسجون منذ أكثر من 40 سنة لسلسلة من الجرائم منها قتل شارون تايت زوجة المخرج البولندي رومان بولانسكي عندما كانت حاملاً في شهرها الثامن، عام 1969. وقالت ديبرا تايت شقيقة الممثلة الراحلة إنها تلقت اتصالاً من مسؤولين في السجن لإبلاغها بأن قاتل شقيقتها، المريض منذ وقت طويل، فارق الحياة، كما نقل موقع «تي أم زي» المتخصص بأخبار المشاهير، بعد ذلك أكدت سلطات السجون الخبر. وكان مانسون نقل قبل أيام إلى المستشفى وهو في حال صحية متدهورة. كانت نشأة مانسون مليئة بالمآسي من لحظة مولده، ووفقاً لعلماء نفس فإن طفولته المريرة هي التي كونت داخله تلك العقلية المتمردة والرافضة كل شيء، إذ كان طفلاً غير شرعي وقد أنجبته والدته كاثلين مادوكس وهي في السادسة عشرة وكانت حينها غير متزوجة، فلم يوضع له اسم في شهادة الميلاد إلا بالإشارة إلى أمه. لكن بعد فترة وجيزة تزوجت كاثلين وليام مانسون، وبعد إتمام الزواج حصل الطفل على اسم زوج أمه، وبقي سنوات عدة يجهل هوية والده البيولوجي. لكن لم تكن تلك المشكلة الوحيدة في طفولة مانسون، فوالدته لم تكن أماً عادية بل كانت مدمنة كحول وتعمل في أعمال غير قانونية، وترجح بعض المصادر أنها كانت تعمل في الدعارة. لكن المشكلة الحقيقية ظهرت عندما سرقت كاثلين بالمشاركة مع شقيقها محطة وقود عام 1939 وقبض عليها وحكمت بالسجن خمس سنوات، وفي ذلك الوقت كان تشارلز يبلغ خمس سنوات وأُرسل إلى أقارب له ليعيش معهم. خرجت والدته من السجن بعد ثلاث سنوات بعد قرار إفراج مشروط فعاد ليعيش معها. وبعد ذلك ونظراً إلى الظروف المادية السيئة التي كانت تعانيها والدته، أرادت إرساله إلى ملجأ إلا أنها لم تجد أي مكان شاغر، فقررت المحكمة إلحاقه بمدرسة في ولاية إنديانا، إلا أنه هرب بعد عشرة أشهر فقط وعاد إلى أمه التي رفضت استقباله. ومنذ ذلك الوقت اعتاد العيش في الشوارع، وبدأ حياته الإجرامية مبكراً.