ناقشت ورشة عمل نظمها المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي بهيئة تقويم التعليم أمس، برعاية رئيس الهيئة الدكتور خالد السبتي، النسخة المطورة لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي، بحضور ممثلين لمؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية، والهيئات المهنية، وعدد من الأكاديميين والخبراء في هذا المجال. وأشار السبتي خلال الورشة، إلى أن اللقاء يعد تأكيداً لتوجه هيئة تقويم التعليم نحو تفعيل المسؤولية ومشاركة جميع المعنيين من الجامعات وذوي العلاقة، ويهدف إلى استطلاع آرائهم في التصور المقترح للمعايير وإمكان تطبيقها، وقدرتها على تحقيق المأمول منها، مؤكداً أهمية تطوير المعايير بما يواكب التوجهات الدولية لهيئات الجودة المرموقة، ويتسق مع التوجهات الوطنية، ويربط بين أداء المؤسسات التعليمية ورؤية المملكة 2030 وخطط التحول الوطني في آن واحد. ولفت إلى أن معايير الاعتماد بطبيعتها لا بد أن تخضع لعمليات دائمة من التطوير، بحيث تكون قادرة على حفز التغيير الإيجابي والتطوير المأمول في بيئة التعليم العالي ومؤسساته ورفع جودة مخرجاته. فيما أوضح المدير التنفيذي للمركز الدكتور أحمد الجبيلي، أن التصور المقدم للمعايير يعد حصيلة عمل كبير استمر ستة أشهر، تم من خلاله استعراض التجارب الدولية، وإجراء الدراسات المقارنة، وتحليل لرؤية 2030، وتحكيم المعايير السابقة للاعتماد بواسطة عدد من الخبراء الدوليين والوطنيين والإقليميين، واستعراض تقارير المراجعة التي تمت، إضافة إلى التغذية الراجعة التي يحصل عليها المركز خلال لقاءاته وتواصله الدائم مع المؤسسات التعليمية. وبيّن أن المعايير ركزت في تصورها الجديد على الأثر والمردود، من دون التوقف عند مستوى العمليات والإجراءات، بما يحقق محاور الرؤية المتمثلة في مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح من جهة، ومع مستوى النضج الحالي في خبرات المؤسسات التعليمية والقائمين على نظم الجودة بها، مؤكداً أن هذا اللقاء هو مجرد خطوة في الطريق، ستعقبها دراسة جميع التوصيات والمقترحات ومناقشتها وتطوير العمل بناءً عليها، وإعادة تحكيمها من الخبراء الوطنيين والإقليميين والدوليين، مع توسيع دائرة المشاركة من خلال جهات العمل وذوي العلاقة من المؤسسات الوطنية والأهلية والأفراد، إضافة إلى طرحها على الموقع الإلكتروني للمركز، بما يسمح لجميع المترددين عليه بإبداء الرأي، وسيعاد طرح البرنامج في مؤتمر وطني كبير بحضور ممثلين عن الجهات المعنية كافة. وأشار إلى أن تطوير المعايير يعد أحد عناصر خطة شاملة لتطوير منظومة الاعتماد وفلسفته وعملياته ونماذجه وإجراءاته؛ لإحداث نقلات نوعية ورقمية ملموسة. في حين استعرض نائب المدير التنفيذي للاعتماد المؤسسي الدكتور صالح الغامدي، مراحل وإجراءات تطوير المعايير، والجهود المبذولة في هذا العمل، التي تمثلت في دراسة التوجهات العالمية الحديثة، وأخذ آراء الخبراء والمستفيدين، وإجراء المقارنة المرجعية مع عدد من الهيئات العالمية المشابهة. كما تناول منطلقات ومرتكزات التطوير، ومن أهمها التوجهات الوطنية والعالمية، والمواءمة مع رؤية المملكة 2030، ومراعاة التطورات الحديثة التي يشهدها التعليم العالي في المملكة. وشكر في ختام الورشة رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم، لدعمهم الكامل ومتابعتهم الدقيقة لهذا المشروع وغيره من المشاريع التطويرية القائمة، وحرصهم على أن يواكب عمل المركز أحدث التوجهات الدولية لمراكز وهيئات الجودة، والتذليل الدائم للعقبات والصعاب، والتكامل المستمر بين عمل المركز والمراكز التابعة للهيئة.