يفضل المتحدثون الإعلاميون في الجهات الرسمية والأهلية، الانحياز إلى الجانب «الصحافي»، فهم يستشعرون أهمية الوصول إلى الجمهور عن طريق الوسائل الإعلامية، وخصوصاً المقروء منها، إلا أنهم في الوقت ذاته، يلقون بمسؤولية الحد من انفتاحهم مع الإعلام على الجهات التي يمثلونها، أو على «الصحافيين»، متهمين إياهم، ب«عدم الدقة في نقل المعلومة، وتعمد الإثارة». ويشكو صحافيون من «مماطلة» ممثلي الجهات الرسمية وغيرها، واتهامهم ب «مخالفة تصريحاتهم الداعية إلى الشفافية، عبر منع الحصول على المعلومات، أو تأخير الرد على الأسئلة، ووضع مطالب تؤدي إلى عدم نشره، كطلب مهلة زمنية طويلة، حتى يتم الرد عليها، إضافة إلى رفض متحدثين إعلاميين إعطاء معلومات شفوية، مشترطين إرسال الأسئلة والرد عليها مكتوبة، ما يضطر الصحافيين إلى تذييل موادهم بجمل تفيد بامتناع الجهات الرد عليهم». وتختلف نظرة المتحدثين الإعلاميين عن الصحافيين، ويرى متحدث إعلامي في إحدى الجهات الرسمية في المنطقة الشرقية، أن «الرد من عدمه تحكمه ضوابط تضعها الإدارة للمحافظة على بعض المعلومات، وعدم رغبتها في نشرها». ويبدي تعاطفه مع الإعلام والصحافيين، «أنا إعلامي وانحاز إليهم، لكن الضوابط تحكم عملي»، مضيفاً أن «ما يحدث بين الإدارات والإعلام، يظهر الوعي في التعامل، وبخاصة أن الإدارات تدرك أن الإعلام هو البوابة إلى الجمهور، لذلك يتم التعامل معه بشفافية»، معتبراً أن المتحدثين «رجال وضعوا من أجل العمل بصدق، في توضيح أعمال إداراتهم، مهما كان نوعها، وليست مهمتهم التستر أو تحمل عبء أخطاء الإدارة». وفيما يتعلق بعدم إعطاء الصحافيين الإجابات شفهياً، يوضح «في بعض الأحيان نحتاج إلى التأكد من كون المتصل صحافياً أم لا، قبل أن نعطيه أية معلومة، ونلجأ في مثل هذه الحالات إلى طلب إرسال الأسئلة بالفاكس، ولا يعني ذلك امتناعاً عن الإجابة، وإنما من أجل المزيد من التأكد من هوية الشخص المتصل». واتهم بعض الصحافيين ب«عدم الاحترافية»، وقال: «بعضهم يعمل في الصحافة من أجل الدخل الإضافي، وربما تكوين علاقات مع شخصيات تساعدهم في الحصول على وظيفة، أو تحسين وضعهم الوظيفي»، لافتاً إلى أن ذلك «لا يعني الحط من قدر الصحافيين العاملين في الساحة، بل نحترم دورهم». ويعتقد أن «بعض الصحافيين يقومون بتحويل المادة الصحافية إلى الإثارة، من دون الاستناد إلى معلومات حقيقة ومؤكدة»، داعياً إلى «توخي الدقة في نقل المعلومات، وعدم صوغها بطريقة تعطيها أكبر من حجمها الحقيقي». ولم يخفِ استياءه من بعض الصحافيين «نعمل مع بعضهم بشكل يومي، لكن تقاريرهم لا تستحق القراءة، فهم لا يهتمون بتطوير عملهم، بل يتخذونها مطية للوصول إلى مآرب أخرى». ويربط مدير العلاقات العامة والإعلام في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية سامي السليمان، بين «الصحافي النزيه المُبتعد عن الإثارة، وبين إعطاء المعلومات شفوياً»، موضحاً أن «بعض الصحافيين نقدم لهم المعلومات التي يطلبونها عن طريق الهاتف، ولا نطلب منهم إرسال فاكس بالأسئلة، وذلك عائد إلى الثقة المتبادلة، ولتأكدنا من أنه لن يغير في المعلومات أو يستغلها بطريقة غير صحيحة، من أجل الإثارة». ويكشف، عن «قيام صحافيين بنشر معلومات ليست للنشر، وإنما نطلعه عليها من باب العلم بالشيء، ونؤكد عليهم عدم نشرها، إلا أننا نفاجأ في اليوم التالي بنشرها في صحيفته»، مبيناً أن هذا الأسلوب في «عدم بناء الثقة يؤدي بالمتحدثين الإعلاميين إلى الحذر، والامتناع عن التصريح المباشر، وطلب أسئلة مكتوبة».