قبل ثماني سنوات سجلت العيص التي تقع في حرة الشاقة وهي إحدى الحرات البركانية الموجودة غرب السعودية نشاطاً زلزالياً ملموساً، اذ رصدت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة للمركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية نشاطاً زلزالياً ملحوظاً بدءاً من يوم 19 من شهر نيسان (أبريل) من عام 2009 إذ تم رصد حوالى 30000 هزة أرضية، معظمها متناهية الصغر، ولم يتم تحليلها نظراً لصغرها، فيما شعر السكان بنحو 207 هزات أرضية تراوحت قوتها بين 3 و 5.39 ريختر وشمل ذلك سكان مدينة العيص وهجر الهدمة، والقراصة، والعميد، والفرع، والسهلة، والمرامية، والمشاش، ووادي سنان، كما شعر بها سكان مدينة ينبع، وامتد الشعور بأكبر هزة أرضية حتى المدينةالمنورة بمسافة 210 كلم من مركز الهزات، وتم رصد شقوق وتصدعات في منطقة النشاط الزلزالي بالجزء الشمالي من حرة الشاقة إذ وصل طولها إلى أكثر من 8 كيلومترات، واتضح أن النشاط الزلزالي مواز لهذه التشققات. وأوضحت الدراسات التي أجرتها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بالتعاون مع المساحة الجيولوجية الأميركية، أن عملية تشوه القشرة الأرضية المصاحبة للنشاط الزلزالي الذي حدث في العيص عام 2009، نتج منها انتفاخ بلغ نحول 30 سنتيمتراً، تسبب في حدوث تشققات طولها 8 كيلومترات وعرضها يراوح بين سنتيمترات وأمتار عدة بحسب نوعية الصخور التي قطعتها الشقوق، كما أكدت هذه الدراسات، أن غرفة الصهارة غير مستقرة، وأنها ما زالت تتلقى المزيد من المحقونات البركانية الجديدة التي تظهر في صورة هزات أرضية، تزيد قوتها على 4 ريختر، إضافة إلى ذلك فإن عملية تشوه القشرة الأرضية والانتفاخ مستمرة بسبب استمرار النشاط الصهاري، وتمت ملاحظة وتسجيل مجموعة جديدة من التشققات الطولية الموازية للشق الكبير داخل حرة الشاقة.