هل أبارك لأخوتي الكرد المجرّدين من الجنسية بمناسبة المرسوم الجديد الذي صدر بفضل الانتفاضة السورية هذه الأيام ودماء الأحرار وبفضل النضال الطويل للكرد؟ أتمنى من كلّ قلبي أن ينفّذ على أرض الواقع لأني أشعر بمعاناتهم اليومية المريرة، مع ضرورة التأكيد على أن المواطنة أكبر وأوسع من حيازة الجنسيّة. لكن هل سيشمل المرسوم جميعهم، أي أكثر من ربع مليون إنسان كردي حرم من الجنسية منذ 1962 بموجب قانون إحصاء خاص بمحافظة الحسكة طبّق لغايات سياسية بحتة؟ وهل سينفذ دون تحريف وفتح باب لابتزاز المواطنين بالرشاوى وما شابه؟ وماذا عن فئة مكتومي القيد وهي فئة أخرى أصحابها غير مسجلين كأجانب؟ ماذا عن التعويض عن تلك العقود الماضية؟ الأهم: ماذا عن الاعتراف بالوجود الكردي في سورية، كقومية غير عربية في البلاد؟ فأبناء القوميّة الكرديّة يربو عددهم على المليونين ونصف المليون، وهم محرومون من الاعتراف بخصوصيتهم وقد طبّقت بحقّهم مشاريع ومظالم جائرة للسبب ذاته؟ و ماذا عن الحريّة والديموقراطيّة للشعب السوريّ بأكمله؟ والخلاصة أن ثمة فئة من الشعب السوري حصلت على حقوقها المهضومة لتعيش مثل سائر المواطنين السوريين الآخرين محرومين من حريّتهم وكرامتهم. معركتنا من أجل المواطنة... طويلة.