اقتحمت قوات تابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مقر جهاز قوة المهمات الخاصة التابع لوكيل وزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني، فرج أقعيم، في منطقة بودزيرة شرق بنغازي. ومهد لعملية الاقتحام قصف بقذائف هاون اسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وجرح خمسة بعضهم في حال الخطر، والذي جاء بعد اتهام أقعيم خلال مداخلة تلفزيونية المشير حفتر بالوقوف وراء محاولة فاشلة لاغتياله نفِذت باستخدام سيارة مفخخة «تابعة للجيش الوطني» في منطقة سيدي خليفة شرق مدينة بنغازي الأحد الماضي. كما اتهم أقعيم المشير حفتر ومعاونيه بارتكاب جرائم خطف وقتل وسرقة مصارف واختلاس أموال بالعملة الصعبة. وذكّر أقعيم بقصف طائرة حربية تابعة لجيش حفتر قواته في محور الصابري في بنغازي العام الماضي، حين قتِل 5 أشخاص وجرح 21. وأعلن أقعيم «الحرب» على حفتر الذي وصفه بأنه «خائن»، وطالبه مع كل من يحمل صفة في جيش حفتر مثل سليم الفرجاني وعون الفرجاني وعلي الفرجاني بمغادرة بنغازي خلال 48 ساعة. وقال: «دق الطبل» في اشارة إلى الحرب. وتحدث شهود عن حشود عسكرية لجيش حفتر وقوات أقعيم المدعومة من شبان وكتائب من قبيلة العواقير التي يتحدر منها في منطقة برسس شرق بنغازي، مرجحين اندلاع اشتباكات مسلحة. ودعا كل الكتائب في بنغازي الى تسليم اسلحتها وتفويض قائد قوات الخاصة الصاعقة ونيس بوخمادة زمام الأمور الأمنية في بنغازي «من اجل تأمينها وإخراجها من هذه المرحلة ومن المأزق الذي تعيشه». وأضاف: «بوخمادة من القادة الشرفاء في الجيش الليبي الذين لم تلطخ يداهم بالدم مثل عبدالرزاق الناظوري ومفتاح شقلوف وسالم رحيل. وهو يحارب الإرهاب ولا يحاول الحصول على مناصب. نريد بناء دولة مؤسسات، وليس دولة مليشيات». في المقابل، شدد رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي عبد الرازق الناظوري على أن القيادة العامة للجيش حذرت مرات من التعامل مع أي جسم تابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير المعتمدة، والتي وصفها بأنها «غير دستورية». واتهم حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج ب «محاولة زعزعة الاستقرار وشق الصف في ليبيا»، مشيراً إلى أن الجيش «ليس طرفًا في الصراع السياسي، وسيضرب بيد من حديد كل من يحاول شق الصف في بنغازي، لذا نطالب بضرورة التقيد بأوامر القيادة في عدم التعامل مع أي شخص يتبع للمجلس الرئاسي». على صعيد آخر، اتهم قائد القطاع الحدودي في أجدابيا، بشير بوظفيرة، المشير حفتر بالاعتماد على ضباط مطرودين من الجيش اثر خضوعهم لمحاكمات عسكرية خلال فترة النظام الجماهيري بتهم ارتكاب مخالفات قانونية. وقال: «لم يعتمد حفتر على ضباط شرفاء، ومن انضم الى جيشه أعلن ولاءه لشخص سعياً الى مناصب ومكاسب، وهو يستغل الخلافات بين أبناء القبيلة الواحدة لتحقيق مصالحه، فقبيلة المغاربة على سبيل المثال لم تؤيده يوماً، وأبناؤها الذين التحقوا بقواته عددهم قليل ويسعون الى مكاسب شخصية». وأعلن بوظفيرة ان الليبيين يريدون دولة حرة مدنية، رافضاً تقلّد عسكري أي منصب. ورأى أن تيار الإسلام السياسي دمر ليبيا وتسبب في فشل الجيش والشرطة، وسمح باستغلال حفتر وأمثاله الوضع لتحقيق أطماعهم في السلطة.