ألزمت وزارة التربية والتعليم مختلف إداراتها التعليمية في المحافظات والمناطق، بضرورة تزويدها بتقارير فورية عن جميع المعلمين المشجعين للطلاب على التأخر أو التغيب قبل الإجازات المدرسية المختلفة، مهيبةً بتلك الإدارات رصد كل الحالات المخالفة والرفع بها، ومحملةً في الوقت ذاته المسؤولية كاملةً على مديري التربية والتعليم في كل المناطق. وجاء تحذير في تعميم صادر عن الوزارة (حصلت «الحياة» على نسخة منه) بعد ملاحظات عدة سجلتها جهات إشرافية على ارتفاع حالات الغياب والانقطاع، من الطلاب والمعلمين، المفاجئة التي شهدتها خلال الأيام الأخيرة، والتي سبقت موعد بدء عطلة الربيع الرسمية والتي تبدأ مع نهاية اليوم الأربعاء. وفي جدة، المدينة المكلومة بدا أن طلابها تعاهدوا جميعاً هذا العام على ألا يخرجوا من جلباب «الإجازات» المدرسية التي ألبستهم إياها استثنائية «المطر»، وتقلبات الطقس، وتلك الأخرى الممنوحة بأمر ملكي، فهبوا إلى إكمال نصاب الثلاثية المزدوجة، وأقروا منح أنفسهم عطلة مختلفة ،أطلقوا عليها هذه المرة عطلة الاستعداد لإجازة الربيع. ولم تفوت إدارة التربية والتعليم الفرصة أبداً بعد أفاقت أخيراً، وشعرت بخطورة الأمر، على رغم أن استفاقتها جاءت متأخرة نوعاً ما، كون أن موعد الإجازة بات على الأبواب، فبدأت في إرسال تعاميم عاجلة إلى مدارسها تحذر من غياب منسوبيها طلاباً ومعلمين، وتشدد على مديريها اتخاذ الإجراءات الحازمة من حسومات وخصومات في درجات المواظبة والسلوك. ووفقاً لمعلمين وطلاب مدارس المحافظة تحدثوا إلى «الحياة» فإن معدلات ونسب الحضور إلى مقاعد الدراسة سجلت تراجعاً كبيراً، في وقت لم يبق على موعد العطلة الرسمية المحددة مسبقاً وقت طويل، ما أثار علامة استفهام كبرى حول مسببات هذا الغياب، والذي دفع ببعض المدارس بالاكتفاء بالحصول على تواقيع المعلمين، ومن ثم الإذن لهم بمغادرة المدرسة. وأكد المعلم يوسف الغامدي من متوسطة عبادة بن الصامت ل«الحياة» أن مدرسته شهدت غياباً ملحوظاً من عدد من الطلاب، من دون معرفة أسباب هذا الغياب المفاجئ، معتقداً أن بعض الأسر قررت السفر باكراً إلى خارج البلاد، والاستفادة من الإجازة قدر الإمكان، وهو ما دفع بعض العائلات إلى اصطحاب أبنائها خلال هذه الفترة. وقال: «إن هاجس الإجازات والعطل الرسمية بات يتوغل في صدور طلاب مدارس المحافظة، خصوصاً بعد ازديادها خلال الفترة الأخيرة بسبب الظروف الاستثنائية لهذا العام»، لافتاً إلى أن الطلاب باتوا يتطلعون لأي إجازة مقبلة. في حين أرجع الطالب منذر السلمي عدم ذهابه إلى المدرسة إلى سبب أن المعلمين يتعمدون عدم إعطائهم الدروس خلال الأيام الأخيرة، ويمضون كل الوقت في أحاديث جانبية مع بعضهم بعضاً، مشيراً إلى أنه فضل عدم الذهاب إلى المدرسة، وقبل موعد الإجازة بيومين، لأنه لايوجد ما يستدعي ذهابه للمدرسة أصلاً. وأوضح أن طلاب مدرسته تعودوا هذا الأمر مع نهاية كل عام دراسي، أو اقتراب إجازة معينة، كانت إجازة نصفية أو اختبارات فصلية أو نحوها. وقال: «إن الحضور في هذا الوقت إلى المدرسة يعد من باب مضيعة الوقت، والإجهاد الذهني والبدني للطالب والمعلم»، متمنياً لو صدر قرار بمنح إجازة رسمية للطلاب والمعلمين على حد سواء خلال هذه الفترات الميتة دراسياً. وعلق المشرف التربوي سالم الزهراني من إدارة تعليم جدة على هذا الغياب بالقول إن هناك عقوبات محددة ومعروفة لكل المتغيبين خلال أيام الدراسة، كانوا معلمين أو طلاباً، وهي تطبق بكل حذافيرها من دون هوادة أو تأخير، وقال ل «الحياة»: «هناك نظام واضح في هذا الشأن يطبق على كل المتغيبين من معلمين أو طلاب، ونحن بدورنا لانستطيع أن نمنع غياب أي أحد، فربما كان تغيبه لسبب طارئ أو قاهر، لكننا نتخذ الإجراءات المناسبة تجاه هذا الغياب».