التقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل بن أحمد الجبير أمس أعضاء وفد مجلس الشورى برئاسة المهندس أسامة بن محمد مكي الكردي، الذي يزور واشنطن. واستعرض السفير خلال اللقاء «العلاقات السعودية - الأميركية، وما يجمع البلدين من روابط وشراكة استراتيجية عميقة لها امتداد تاريخي عريق يمتد لأكثر من 70 سنة على المستويات كافة، ولا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي»، لافتاً إلى أن «إدراك الحكومة الأميركية ما تتمتع به المملكة من أهمية ومكانة على الساحتين الدولية والإقليمية، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط أمرٌ ساهم في مزيد من متانة هذه العلاقات وصلابتها وتفعيلها لخدمة البلدين وتحقيق السلام والأمن والاستقرار في جميع دول العالم، ولا سيما مع ما يشهده الشرق الأوسط من تطورات». وأوضح أن «مسيرة العلاقات السعودية - الأميركية شهدت عدداً من التحديات إلا أنها تمكنت من مواجهتها وخرجت منها أكثر قوة نظراً إلى ما تتميز به من صدق وأمانة وشراكة استراتيجية تحقق من خلالها المصالح المشتركة للبلدين والشعبين في شتى المجالات». كما استعرض السفير أسباب قوة العلاقات بين البلدين، مبيناً أنها «علاقات مبنية على أساس مؤسساتي تتميز بالشفافية والوضوح والاحترام المتبادل، إذ إن مستوى التعاون بين البلدين وصل إلى درجة غير مسبوقة على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والتعليمية والثقافية كافة، وتحتضن الولاياتالمتحدة الطلاب السعوديين المبتعثين الذين لم تكن أعدادهم قبل أعوام قليلة ماضية تزيد على حدود الثلاثة آلاف طالب، فيما يتجاوز عددهم حالياً 30 ألف طالب وطالبة يدرسون في مختلف الجامعات والمدن والولايات الأميركية». ونوّه الجبير ب «اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد والنائب الثاني وحرصهما، على تعزيز العلاقات وتوثيقها بين البلدين الأمر الذي تطلب مزيداً من العمل لفتح قنوات التواصل المستمر بما يساهم في تطور أوجه التعاون الثنائي في شتى المجالات لخدمة البلدين، مبيناً أن تبادل الزيارات بين البلدين أعطى للعلاقات بُعداً أكبر». ورحّب بوفد مجلس الشورى الذي يضم أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الأميركية معرباً عن ثقته بأنها ستكون بمثابة «الفرصة المؤاتية لمزيد من تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات». وقدّم الجبير شرحاً موسعاً لأوجه التعاون بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية ومجالات الطاقة وغيرها من المجالات، مبرزاً ارتفاع حجم الاستثمارات المتبادلة بما ينعكس بالنفع على البلدين والشعبين. من جهة ثانية، زار وفد مجلس الشورى معهد دراسات الشرق الأوسط، والتقى عدداً من المفكرين وقادة الرأي في المجتمع الأميركي، وجرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية التي تهم البلدين».