أنقرة، طرابلس، بنغازي - رويترز، أ ف ب - قال مسؤولون أتراك يسعون إلى التوصل لوقف إطلاق النار في القتال الدائر في ليبيا، أمس الثلثاء، إنه لا تلوح في الأفق انفراجة للخلاف بين طرفي الصراع في شأن بقاء أو رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي. والتقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع مبعوث من حكومة القذافي الاثنين لإجراء محادثات في شأن شروط عامة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للصراع الليبي. ومن المتوقع أن يزور وفد من المعارضة أنقرة في الأيام المقبلة لإجراء محادثات مماثلة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية: «موقف الجانبين متصلب ... يصر طرف - المعارضة - على رحيل القذافي ويقول الطرف الآخر إن القذافي يجب أن يبقى. لذا لم تحدث انفراجة بعد». وعقب اجتماعه مع داود أوغلو في ساعة متقدمة مساء أول من أمس غادر نائب وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي إلى مالطا وكان قد زار في وقت سابق أثينا ليشرح موقف حكومته. وأفيد أن العبيدي التقى مساء الإثنين رئيس الوزراء المالطي لورانس غونزي، لكن لم يرشح أي شيء عن محادثاته في فاليتا، كما أن المسؤولين المالطيين الذين اعلنوا عن اللقاء لم يكن بإمكانهم معرفة الوجهة المقبلة للموفد الليبي. وفي طرابلس (أ ف ب)، أبدت الحكومة الليبية استعدادها للتفاوض حول إصلاحات لكنها رفضت أي حديث عن رحيل معمر القذافي معتبرة انه يشكّل «صمام أمان» لوحدة الشعب بعدما حكم البلاد لأربعة عقود. وقال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم للصحافيين مساء الإثنين إن النظام الليبي مستعد للتفاوض حول أي شكل من أشكال الإصلاح السياسي، كالانتخابات أو الاستفتاء، ولكن ليس حول رحيل العقيد معمر القذافي. وقال موسى إبراهيم للصحافيين: «أما شكل الحكم في ليبيا فمسألة أخرى. أي نظام يطبّق في البلاد؟ هذا قابل للتفاوض. يمكننا أن نتحدث فيه. يمكن أن نحصل على كل شيء، انتخابات، استفتاء، الخ». ولكنه أضاف أن «القائد (معمر القذافي) هو صمام الأمان للبلاد ولوحدة الشعب والقبائل. نعتبر انه غاية في الأهمية لأي انتقال نحو نموذج ديموقراطي وشفاف». وكان موسى يرد على أسئلة حول مضمون المفاوضات التي يجريها النظام مع الغرب. وأوضح أن بلاده مستعدة لإجراء مفاوضات مع القوى الغربية ولكنه رفض أن «تقرر هذه القوى ما يجب على الشعب الليبي أن يفعله». وأضاف: «لماذا لا يقول (الغرب) لنا: نريد أن يقرر الشعب ما إذا كان يجب أن يبقى القائد أو أن يرحل؟». وجاءت تعليقات الناطق الليبي وسط معلومات صحافية أميركية عن أن إثنين من أبناء القذافي، هما سيف الإسلام والساعدي، اقترحا الانتقال إلى ديموقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة وتولي أحدهما المرحلة الانتقالية. من جهة أخرى، اعرب الناطق الليبي عن أسفه لاعتراف إيطاليا الإثنين بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثورة الليبية، بوصفه «محاوراً شرعياً وحيداً». وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أعلن الاثنين اثر استقباله في روما مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي علي العيساوي أن «إيطاليا قررت الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي وحيد». ولاحقاً اعتبر فراتيني في مقابلة أن على معمر القذافي وعائلته التخلي عن السلطة في ليبيا كما يتوجب على الأسرة الدولية أن تبقى موحدة ضد المحاولات الديبلوماسية التي يقوم بها نظام القذافي للخروج من الأزمة. تصدير النفط واستيراده على صعيد آخر، قال مسؤول حكومي ليبي ومسؤول تنفيذي بصناعة الطاقة ل «رويترز» إن سفينة ليبية تنقل شحنة من البنزين المستورد رست في مرفأ يخضع لسيطرة الحكومة مما يساهم في تخفيف نقص الوقود. وقالا إن السفينة مملوكة لشركة الشحن البحري الحكومية الليبية وإنها تفرغ حمولتها في مرفأ الزاوية على مسافة 50 كيلومتراً غرب طرابلس. ولم يحدد المسؤولان الوجهة التي جاءت منها السفينة التي تحمل 23 مليون ليتر من الوقود. ولم يتضح على الفور كيف استطاعت السفينة المرور من السفن الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي التي تجوب ساحل ليبيا للمساعدة في تنفيذ عقوبات دولية. وفي بنغازي، قال معارضون إنهم يأملون في اكتمال تحميل أولى شحناتهم النفطية أمس مما يساعدهم على تجديد مواردهم المالية التي أنهكها القتال المستمر منذ أسابيع مع قوات القذافي. ومن المقرر أن تتولى الناقلة «اكويتور» التي يمكنها شحن مليون برميل من النفط الخام، شحن «نفط الثوار» من ميناء مرسى الحريقة في شرق البلاد. وتقول قيادة المعارضة إن قطر وافقت على تسويق النفط المستخرج من الحقول التي لم تعد تحت سيطرة القذافي.