خسائر كبيرة ستجنيها الكرة المصرية من جراء أحداث الشغب التي شهدها ملعب القاهرة الدولي أول من أمس (السبت) عقب اقتحام جماهير الزمالك الملعب قبل 3 قائق من نهاية مباراة فريقها مع الافريقي التونسي في إياب دوري أبطال افريقيا. إذ ينتظر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) تقرير مراقب المباراة المغربي محمد باحو لتحديد العقوبات التي سيتم توقيعها على الزمالك. وبحسب مصدر ب(الكاف) فإن العقوبة إما الحرمان من المشاركة فى البطولات الأفريقية لمدة عام إلى 3 أعوام، وسبق توقيعها على أشانتي كوتوكو الغاني في حادث اجتياح ملعب كوماسي في نهاية الثمانينات الميلادية، أو حرمان جمهور الزمالك من حضور مبارياته الأفريقية في الموسم المقبل، أو نقل مبارياته الأفريقية إلى مسافة بعيدة عن ملعب القاهرة. وأكد المصدر أن (الكاف) سيعتمد نتيجة اللقاء بفوز الأفريقي 2- صفر بصرف النظر عن توقفه أثناء تقدم الزمالك 2-1 إذ يتحمل صاحب الأرض تبعات سوء تصرف جمهوره، وستعقد لجنة الانضباط بالاتحاد الأفريقي اجتماعاً طارئاً خلال الأيام القليلة المقبلة لمناقشة الأزمة. ويزيد من صعوبة موقف الزمالك واحتمال تعرضه لعقوبات قاسية إصابة عدد من لاعبي الأفريقي أبرزهم وسام بن يحيى الذي تعرض لكدمات في الوجه والظهر، إضافة إلى مهدي الرصايصي ومهدي مرياح وإداري الافريقي الذي تلقى ضربة أسفل العين، وتلقى حكم اللقاء الجزائري محمد بشاري ضربتين بعصا غليظة على ظهره. في سياق متصل، قبضت أجهزة الأمن على مجموعة من مثيري أحداث الشغب في ملعب القاهرة، كما نقل المصابين إلى المستشفيات لإسعافهم وتكثف أجهزة الأمن جهودها للوقوف على الدوافع الحقيقية وراء الحادثة، وعما إذا كان هناك تقصير من الأمن خصوصاً أنه صدرت تصريحات من الأجهزة الأمنية بقدرتها على تأمين اللقاء، وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة 9 مصابين. في حين تقدم رئيس الزمالك جلال إبراهيم باعتذار رسمي لبعثة الإفريقي ورفض تحميل مسؤولية ما حدث لإبراهيم حسن، واكد أن الزمالك هو الخاسر الوحيد. وقال إبراهيم إنه لا يجد مبرراً لما حدث فالجماهير التونسية استقبلت الزمالك بحفاوة في مباراة الذهاب، وأكد أن هؤلاء ليسوا جماهير الزمالك، بل مجموعة «مندسة» جاءت لتعكير صفو المباراة. واتهم جلال من وصفهم ب«الثورة المضادة» من بقايا نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالتورط في أحداث الشغب التي أفسدت المباراة. من جهته، أعلن رئيس الوزراء المصري عصام شرف أنه سيتم إلغاء بطولة الدوري المصري لكرة القدم، وشدد بيان رئاسة الوزراء على أنه سيتم التحقيق مع وزارة الداخلية بعد ضبط اسلحة بيضاء بأرض الملعب، واعتذرت الحكومة المصرية لنظيرتها التونسية عقب الاحداث المؤسفة. وقدم رئيس المجلس المصري للرياضة حسن صقر اعتذاره لبعثة الافريقي والشعب التونسي وقال صقر: «ما حدث شيء مؤسف لا يقبله أحد». وأضاف: «من قاموا بهذه الواقعة واعتدوا على لاعبي الافريقي ليسوا جماهير الكرة، هناك شيء غير طبيعي في هذا الأمر». وأشار إلى عقد اجتماع طارئ مع رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر أمس لتحديد مصير مسابقة الدوري المصري. من جانبه، وصف مدرب الأفريقي التونسي قيس اليعقوبي أحداث مباراة فريقه مع الزمالك ب(الكابوس). وقال اليعقوبي في تصريحات تلفزيونية بعدما اضطر الفريق التونسي لدخول غرفة خلع الملابس سريعاً للفرار من بطش جماهير الزمالك: «ما حدث بإستاد القاهرة كابوس للكرة العربية وإصابة بعض لاعبي الأفريقي شيء مؤسف». وأكد اليعقوبي ان ما حدث لم يكن له مبرر بل تصرف من قلة من الجماهير غير الواعية الخارجة على القانون. وأضاف: «شعرنا بالمرارة التي اعتصرت لاعبي الزمالك للتصرف المشين من الجماهير». وتابع: «خروج المباراة عن إطارها الأخوي في اللحظات الأخيرة هو شيء عابر لا يقلل من حفاوة استقبال الزمالك قبل المباراة». فيما حمل الإعلامي التونسي هيثم الراجحي المدير الفني للزمالك حسام حسن وشقيقه مدير الكرة إبراهيم حسن مسؤولية شغب الجماهير. وكشف الراجحي أنه شاهد إبراهيم حسن يتوجه للحكم الرابع بعد رفعه للوقت المحتسب بدلاً من الضائع ب6 دقائق ثم توجه الى جماهير الزمالك وحرضهم على إثارة الشغب من دون سبب مقنع وأيضاً اعتراض حسام حسن على الحكم منذ بداية المباراة من دون داعٍ. في المقابل، هاجم إبراهيم حسن وسائل الاعلام التي حرفت تصريحاته عقب مباراة الذهاب في تونس ووصفها «بالفاسدة»، مشيراً إلى عدم وجود أي مبرر لتصرف الجماهير «البيضاء» في ملعب القاهرة. وقال: «لم احرض الجماهير على النزول إلى الملعب رداً على تصرف مماثل من جماهير الافريقي». وتساءل: «لو كنت أنا مدبر هذه المصيبة هل كنت سأركض ناحية لاعبي الافريقي لحمايتهم من هؤلاء البلطجية؟». واستطرد: «احتضنت لاعباً من الافريقي وحافظت عليه بين يدي حتى أخرجته من الملعب، وكاد شقيقي حسام حسن يموت من أجل حماية الفريق التونسي».