أعلنت «قوة الردع الخاصة» في العاصمة الليبية طرابلس، وهي جماعة مسلحة يقودها سلفيون موالية لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فائز السراج، أنها أغلقت أول من أمس، معرضاً لشخصيات القصص المصورة في طرابلس واعتقلت القائمين عليه «لقيامهم بأفعال خادشة للحياء». ونفذت الاعتقالات أول من أمس، في اليوم الثاني من الدورة الثانية لمهرجان «كوميك كون» السنوي، الذي كان مقرراً عقده على مدى 3 أيام، ويختص بالفنون والقصص المصورة والرسوم المتحركة والألعاب. واحتشد مئات الشبان الليبيين لحضور المهرجان، بينهم مَن حضر بأزياء أبطالهم المفضلين من القصص المصورة الأميركية واليابانية، ليشهدوا في وقت لاحق اقتحام أعضاء من «قوة الردع الخاصة»، المكونة بمعظمها من إسلاميين محافظين وتُعد جهاز الشرطة التابع لحكومة الوفاق، الموقع ومصادرة أجهزة كمبيوتر واعتقال المنظمين. وأشارت «قوة الردع الخاصة» إلى أنه سيتم تقديم المنظمين «للنيابة العامة لقيامهم بأفعال خادشة للحياء والآداب العامة». وأورد بيان لقوة الردع نشرته عبر صفحتها على موقع «فيسبوك» أن «مثل هذه المهرجانات المستمدة من الخارج استغلت ضعف الوازع الديني والانبهار بثقافات خارجية». وأضاف البيان أنه «تم إلقاء القبض على منظمي هذا المهرجان ومشرفيه، لتقديمهم إلى النيابة العامة لقيامهم بأفعال خادشة للحياء والآداب العامة». وتابع أنه «بات من الضروري التصدي لهذه الظواهر الهدامة ومحاربتها، إذ تدفع باتجاه نشر الإباحية وتغذية عقول المراهقين وتحفيزهم على القتل واستعمال الأدوات الحادة لقطع الأطراف من خلال رسومات كرتونية مشهورة». في المقابل، أكد المنظمون في صفحة المهرجان على «فيسبوك» أن لا علاقة لنشاطهم ب «الهالوين»، وذلك بعد أن هاجمه بعض الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلين إنه لا يتماشى مع الإسلام ويشبه احتفالاً ب «الهالوين». يُذكر أن «كوميك كون» بدأ عام 1970 كمعرض يجمع عشرات محبي القصص المصورة في الولاياتالمتحدة، وانتشر بعد ذلك حول العالم.