في عالمنا دروس نتعلمها من بوكيه ورد كبير، من قلبي أهديها لكم، أحب اقتناءه دائماً وأهديه من أحب ومن يغليه قلبي. الورد والزهور ما رسالتها لنا وما تعلمناه منها، كأي كائن نباتي له دوره في الحياة... من رسائل الزهور والورد لنا في حديثي الصامت معها، أن نكون نشطين كالفلاح عندما يصحو في الصباح الباكر، وكالنحلة نستنشق رحيقها وعطرها، ونبدأ بالعمل والجد من دون ملل وتوقف. أن نتعلم من الورد والزهور القناعة، قوطيرات ندى على خد كل منهن من وردة وزهرة في صباح يوم مشرق ترويها طوال اليوم. أفادتني حبيبتي الوردة وأخواتها الزهور أننا عندما نكون سعداء نُظهر ابتسامتنا لإسعاد من حولنا. استفدت من الورد أن نكون مثلها نرتدي ملابس الجمال المطرزة بالعفة والبهاء، معطرة بالطهارة والنقاوة. أخبرتني حبيبتي الوردة و حبيباتها الزهور أن يضع كل شخص منا حاجزاً نصنعه من الشوك وتوجيه من يحاول الاقتراب منا بأذى. أفادني الورد، لحبي الجم له، أن أكون مثل العصافير تتنقل من هنا وهناك بين الورد والزهور بحرية مطلقة، ونخاف من غضب الله تعالى. أخبرتني الوردة عندما تحزنين وتتألمين لا تظهري حزنك لمن لا يخاف الله فيك ويسعد لحزنك، أخفِ حزنك، كما يمحو الربيع آثار الخريف والصيف، كوني يانعة في عطائك، رقيقة في قطفك. نصحتني صديقتي الزهرة وأخواتها الوردات أن أكون خصبة في فكري كالتربة الخصبة، أعطي من يزرع فيها حصاده من دون مقابل أرتجيه من الباري جل في علاه. أثرتني الوردة بقانون الورد في ما بينها، وأن نكون مثله، أن أكون ناعمة رقيقة مثل أوراقها، ومتصلبة وقوية كالجذور، وقاسية وخشنة كما الساق وحبوبة وطيوبة كرحيقها، وعطره الفواح. علمتني الورد والزهور نظرية أن أضم صفتين في جوف واحد، القوة والجمال معاً... سألتها لماذا القوه والجمال؟ أخبرتني بالآتي: القوة في وجوه من يلجأ إلى الكذب والخداع، لكن من دون تجريح، لأن التجريح ليس من طباعها، في مقولة لأحد الشعراء «يا ورد من علمك تجرح/ الجرح ما هو من طباعك». الجمال لمن مَنّ الله عليه بنعمة العقل والأبصار، إذ يرى الجمال من دون السعي وراء مصلحة أخرى... خبيثة أياً كان نوعها، وأن تقسو على كل من لا يحترم حرمة الله وقطف الورد قبل موسمه، أو يأذن الله بذلك ورميها في الطرقات بعد الاستمتاع بها كيف يشاء. شكرأً لكم حبيباتي الورد، وعزيزاتي الزهور، فعلاً استفدت من رسائلكم الكثير، إنكن تجازين الإساءة بالحسنة، إذ النحل يأذيك ويألمك بشوكة وتعطينه الرحيق النقي. استفدت من علاقتي وعشقي لكم بجزاء الإحسان إلا بالأحسان، فمن يزرع في أرض خصبة يجني حصاده، استفدت منك شيئاً رائعاً لا نستغني عنك نحن البشر في أفراحنا، وفي مرضنا، وحتى بعض القوم منا في موتهم، إننا نستمتع بوجودك معنا في إصلاح الأماكن المحيطة بنا، ونجمل بك الأماكن بما منحك الله من جمال وبهجة للناظرين، تلطيف الجو بعطرك. زميلاتي الورد... حبيباتي الزهور، أكرر شكري لكم، استفدت منكن وآمل أن أستفيد أكثر، أنتن درس ممتع في حياتي، سوف أكرره مع نفسي، وأنقله لمن حولي. منى صالح فهد الحمد - الرياض جامعة الملك فيصل [email protected]