قضت محكمة إسرائيلية أمس بسجن شابين فلسطينيين من عرب الداخل بعد إدانتهما بمحاولة «المس بأمن الدولة» عبر الانضمام إلى خلية تابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» في رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة، خططت لتنفيذ عمليات «إرهابية» ضد أهداف إسرائيلية. وكان الشابان وكلاهما من مدينة شفاعمرو، قضاء الناصرة، اعتقلا في آب (أغسطس) من العام الماضي. وحكمت المحكمة بالسجن 14 عاماً على الشاب أنيس صفوري (21 عاما) الذي كان يدرس في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، والسجن سنتين ونصف السنة على ابن خاله حسام خليل (20 عاماً) الذي كان يدرس في احدى الجامعات الأردنية. ودانت المحكمة صفوري بالانتماء إلى «الجهاد الإسلامي». وجاء في لائحة الاتهام أن أنيس قرر وعدد من أترابه تشكيل خلية تحمل اسم القيادي في «حزب الله» عماد مغنية الذي اغتيل قبل أكثر من عام، بهدف المس بأمن الدولة العبرية انتقاماً لممارسات جيشها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما وجهت اليه تهمة محاولة إجراء اتصال مع قيادة «الجهاد» في دمشق بهدف تحويل أموال للخلية لتمويل نشاطها. واقترح صفوري أن يتم تحويل الأموال من سورية إلى الخلية عبر ابن خاله حسام الذي يدرس في جامعة عمان. وبحسب لائحة الاتهام خططت الخلية لاغتيال علماء ومحاضرين جامعيين إسرائيليين خصوصاً علماء في الرياضيات والفيزياء على خلفية علاقتهم الافتراضية بتطوير القدرات العسكرية والنووية لإسرائيل. واتفق على أن يقوم أنيس برصد حركات العلماء المستهدفين على أن يتم اغتيالهم لاحقاً بتفجير سياراتهم. كذلك اتهمت الاستخبارات الإسرائيلية الخلية بالتخطيط لاغتيال طيارين إسرائيليين انتقاماً من نشاطهم ضد الفلسطينيين، كما اتهمتها بالتخطيط لمهاجمة حاجز عسكري قرب بيرزيت المحتلة واستهداف الجنود الإسرائيليين فيه. ودانت المحكمة صفوري بتهم «التآمر لمساعدة العدو في زمن الحرب»، و «العضوية في تنظيم غير قانوني» و «التآمر للقتل وحيازة أسلحة» و «حيازة الأسلحة بشكل غير قانوني والتدرب عليها». ودانت المحكمة حسام خليل بالتآمر لتقديم خدمات الى تنظيم غير مشروع. وأدرج والدا المتهمين الحكم في إطار «انتقام سياسي بسبب نشاط الطلاب وذويهم في صفوف الحركة الوطنية». وقال خالد خليل، والد المتهم حسام، وهو قيادي بارز في «التجمع الوطني الديموقراطي» إن «الحكم القاسي تأثر بأجواء التحريض السياسي على العرب في الداخل بهدف إظهارهم كمجرمين». واعتبرت والدة المتهم أنيس أن تضخيم التهم «يأتي ضمن سعي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى بث الشعور بنشوة القوة، خصوصاً بعد الهزيمة العسكرية التي لحقت بالجيش الإسرائيلي في لبنان».