اعترف المهاجر الأوزبكي سيف الله سايبوف الذي نفذ هجوم نيويورك الثلثاء، أنه تصرّف باسم تنظيم «داعش»، معرباً عن «رضاه» عما فعله وطلب تعليق راية التنظيم في غرفته في المستشفى. ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إعدام سايبوف، فيما أعلنت السلطات أنها تحقق مع أوزبكي ثان في الجريمة. ووجّه مدعون فيديراليون اتهامات بالإرهاب لسايبوف الذي مثل أمام المحكمة على كرسي متحرك، إذ أُصيب في البطن بنيران الشرطة، بعد دهسه بشاحنة مارّة وراكبي دراجات هوائية، قبل أن يصطدم بباص مدرسي. وأوقع الهجوم 8 قتلى، بينهم 5 أرجنتينيين وبلجيكية، و12 جريحاً ما زال 4 منهم في حال خطرة، بعد أسوأ اعتداء على نيويورك منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وأفاد بيان الاتهام الفيديرالي بأن سايبوف بدأ التخطيط للهجوم منذ سنة، وقرر قبل شهرين استخدام شاحنة لقتل أكبر عدد ممكن من الناس، خلال احتفالات عيد هالوين. وكشفت النيابة العامة الفيديرالية في مانهاتن عن التهم، مشيرة إلى أن الجاني تنازل عن حقوقه واعترف باستلهام الهجوم من دعاية «داعش»، وأنه هتف «الله اكبر» لدى خروجه من الشاحنة بعد تنفيذه الاعتداء في مانهاتن. وأضافت أن «سايبوف طلب تعليق راية التنظيم في غرفته في المستشفى، وقال إنه راض عما فعله». وقال النائب العام بالوكالة في مانهاتن جون كيم إن «سايبوف ارتكب الهجوم تأييداً لداعش». وأشار إلى العثور معه على سكاكين ورخصة سوق صادرة من فلوريدا وهاتفين خليويين يحويان آلاف الصور وعشرات الفيديوات الدعائية للتنظيم. ولم يكن سايبوف (29 سنة) ملزماً الرد على التهم، وأرسل إلى سجن فيديرالي. وتذكر لائحة الاتهام تهمتين: تقديم دعم مادي وموارد إلى منظمة إرهابية أجنبية محددة، وممارسة العنف والتدمير بسيارات. وقال كيم أن العقوبة القصوى لتهمة الدعم المادي هي السجن المؤبد. ويمكن أن تطلب النيابة العامة الفيديرالية عقوبة الإعدام. وقال الضابط البارز في الشرطة جون ميلر أن سايبوف «يبدو أنه اتبع بدقة التوجيهات التي كان نشرها التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في السابق، والتعليمات لمبايعي داعش حول كيفية تنفيذ اعتداء مشابه»، علماً ان حاكم نيويورك أندرو كومو كان ذكر أن سايبوف تطرّف بعد انتقاله إلى الولاياتالمتحدة. وأعلنت السلطات أنها تحقق مع أوزبكي ثان، يُدعى محمد زهير قديروف (32 سنة)، كانت تبحث عنه في إطار التحقيق. وقال مسؤولون أميركيون إن سايبوف كان على اتصال بقديروف وشخص آخر. ودعا ترامب إلى إعدام سايبوف، إذ كتب على موقع «تويتر»: «إرهابي نيويورك كان فرحاً لدى طلبه تعليق علم داعش في غرفته في المستشفى. قتل 8 أشخاص وأصاب 12 بجروح بالغة. يجب إعدامه». وأضاف: «كم أحبّ أن أرسل إرهابي نيويورك إلى غوانتانامو، لكن إحصائياً تستغرق هذه العملية وقتاً أطول من اللجوء إلى النظام الاتحادي». وبثّت شبكة «سي أن أن» أن سايبوف انتقل إلى الولاياتالمتحدة من أوزبكستان عام 2010، وبعد ثلاث سنوات تزوّج الأوزبكية نظيمة أوديلوفا (19 سنة) في أوهايو. وقالت اتلنتا ديميتروفسكا، وهي جارتهما في مدينة باترسون في ولاية نيوجيرسي، إن ابنتيهما في الرابعة والسادسة من العمر، كما يبدو أن لديهما ابناً رضيعاً. وأضافتا أن أوديلوفا كانت ترتدي النقاب. والمدينة التي يقطنها حوالى 150 ألف شخص، تشكل أضخم مركز للمسلمين في الولاياتالمتحدة، إذ يُقدر عددهم بنحو 30 ألفاً. وقالت مديرة مغسل للملابس قرب شقو سايبوف: «يجب أن يشنقوه. إذا جئت إلى الولاياتالمتحدة، فلكي تفعل شيئاً جيداً، لا سيئاً». إلى ذلك، أفاد استطلاع أعدته منظمة «ألفارا» (مقرها جاكرتا)، بأن حوالى 20 في المئة من طلاب المدارس الثانوية والجامعات في إندونيسيا يؤيّدون إقامة خلافة في الدولة التي يقطنها أكبر عدد من المسلمين، لتحل مكان الحكومة العلمانية. وقال واحد تقريباً من كل أربعة طلاب إنهم مستعدون، بدرجات مختلفة، للجهاد لإقامة الخلافة. واعتبرت المنظمة أن ذلك «يشير إلى أن التعاليم المتعصبة وجدت طريقها إلى أعلى الجامعات والمدارس الثانوية»، وحضّت «الحكومة والمنظمات الإسلامية المعتدلة» على «اتخاذ خطوات ملموسة لتدارك الأمر».