كشف وزير التعليم السعودي أحمد العيسى، أن أكثر من 900 ألف طالب وطالبة غير سعوديين يدرسون في مدارس التعليم العام في بلاده، منهم حوالى 287 ألفاً من اليمن، و148 ألفاً من سورية. وأبان العيسى أن اهتمام المملكة في التعليم لم يقتصر على توفير التعليم النوعي لأبنائها فحسب، «بل تجاوزه إلى الاهتمام بالطلاب غير السعوديين المقيمين على أراضيها، فقدمت برامج المنح الدراسية للطلاب الأجانب للدراسة في المملكة، إذ يحظى الطالب غير السعودي بمعاملة الطالب السعودي». ودعا وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى المؤتمرين في الدورة ال39 من المؤتمر العام ل«يونيسكو»، إلى تبني إصدار ميثاق لتعزيز الشخصية العالمية، والعمل على وقاية الفرد من أخطار الفكر المتطرف أياً كان مصدره، مبيناً أن المملكة تبنت مقترحاً مشابهاً لتعزيز الشخصية السعودية، وتعمل على إصدار ميثاق خاص بالشخصية الوطنية، يحدد ملامح الشخصية السعودية في القرن ال21، وتنبثق منه برامج تربوية وإعلامية. وقال العيسى: «أدعو المؤتمرين إلى تبني هذا المقترح، الذي يهدف إلى تعزيز شخصية الفرد، وتنميته وتحفيزه نحو النجاح والتفاؤل، والعمل على وقايته من أخطار الفكر المتطرف أياً كان مصدره»، داعياً أيضاً إلى تبني هذا المقترح «ونحن مستعدون للتعاون مع المنظمة وأي دولة عضو، وتقديم ما لدينا في هذا المجال». وأضاف وزير التعليم: «نحن جادون وعازمون على تحقيق الرؤية لبناء المستقبل الواعد، من خلال إصلاح نظام التعليم، واعتماد أساليب التعلم والتطبيقات والتقنيات الحديثة في التعليم بجميع مجالاته ومساراته»، مبيناً أن رؤية 2030 أكدت في أهدافها أهمية ترسيخ القيم الإيجابية في شخصيات أبنائنا، من طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، ما يمكن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع، ومن خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة، ليكون ذا شخصية مستقلة، تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديه القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي. وأوضح أنه «من أجل الوصول إلى تحقيق رؤية 2030، طرحت وزارة التعليم المبادرات النوعية من خلال برنامج التحول الوطني، الذي يسعى إلى تحويل المملكة إلى بلد معرفي مبدع، ومن هذه المبادرات إطلاق برنامج التحول نحو التعليم الرقمي، من خلال مشروع بوابة المستقبل، وبرنامج دعم البحث والتطوير في الجامعات، والإطار الشامل للتطوير المهني المستمر للمعلمين والقيادات التعليمية، وتطوير نموذج في بنية المناهج الدراسية للتحول إلى التعلم المعتمد على الطالب بدلاً من المعلم، وتطوير مصفوفة متكاملة للمهارات الشخصية المؤدية إلى النجاحات العامة والعملية، وتضمينها في المناهج والأنشطة غير الصفية». وأشار إلى أهمية الحفاظ على التراث كموروث شعبي واجتماعي، داعياً إلى أن يستمر ضمن أولويات عمل المنظمة، مبيناً أن رؤية المملكة 2030 أكدت في أحد أهدافها على رفع عدد المواقع الأثرية في المملكة المسجلة في «يونيسكو» إلى الضعف على الأقل.