إسوة بشعارات الثورات العربية الحاضرة، رفعت حملة «ذكاء ودواء»، التي انطلقت في بيروت أخيراً، شعار «الشعب يريد استخداماً سليماً للأدوية»، وجعلت هذه الجملة شعاراً لحملة تتوجّه في شكل رئيسي إلى الفئات المهمّشة والفقيرة في لبنان، وضمنها المخيمات الفلسطينية، لإرشادها إلى الطريقة الأمثل في استخدام الدواء بطريقة ذكية، وطرد المفاهيم الخاطئة عنه. وبدعوة من جمعية «أنيرا» الأميركية، تجمّع أكثر من مئة وخمسين ناشطاً وعاملاً في مجال الصحة، جاؤوا من جمعيات مختلفة، لإطلاق حملة «ذكاء ودواء». وكخلية نحل، بدا عمل المشاركين في الحملة لإيصال رسالتهم فتوزّعوا في قاعات فندق «غالوريا»، وعمدوا الى ملء المنصات ببطاقات إرشادية ملونة وألعاب توجيهية مختلفة. وتناولت هذه الأشياء مجتمعة مواضيع تطاول المرأة والطفل والشباب وكبار السنّ، وتسعى لتوعية هذه الفئات على الاستخدام الذكي للدواء. جاء هذا النشاط ثمرة عمل دؤوب لجمعية «أنيرا»، التي حرصت على صنع مواد تتصل بمفهوم «ذكاء ودواء»، كما استفادت من تجارب جمعيات مماثلة. وحرصت الجمعية أيضاً على إبراز آراء العاملين في المجال الصحي حول الحاجات والمشاكل المتصلة بتناول الأدوية. ومثلاً، وُزّعت على الحضور علبة تحتوي 24 بطاقة تعليمية عن مبادئ الاستعمال الذكي للأدوية، تتوجّه إلى شرائح اجتماعية مختلفة مثل المستهلكين والصيادلة والأطباء ومقدّمي الرعاية الصحية والعاملين الاجتماعيين وغيرهم. وقدّمت البطاقات شرحاً مفصلاً عن مضار بعض الأدوية الشائعة، خصوصاً تلك التي يتم تناولها من دون رقابة طبية مناسبة، مثل مضادات الحيوية والمنشطّات الرياضية والعقاقير المضادة للاكتئاب وأدوية علاج السعال وغيرها. وتميّز هذا النشاط بابتعاده من أسلوب التلقين وإلقاء المحاضرات، إذ بدأ باحتفال فني تخلّلته مسيرة جالت أرجاء الفندق تنادي بالابتعاد عن التناول العشوائي للدواء، رافعة اللافتات الملوّنة التي كتبت عليها شعارات صيغت بأسلوب بسيط يتوجه للعقول كافة، مثل «الدوا مش بقلاوة» و«لا للأدوية من الأصحاب». ثم توزّع المشاركون على ورش عمل متخصّصة تناولت مواضيع مثل علاقة العمر بالدواء، طريقة تعاطي الإعلام مع الأدوية، توعية الشباب من مخاطر المنشطات وغيرها. واختتمت الحملة بعروض مسرحية مبسّطة، جسدت الممارسات الخاطئة الرائجة في كثير من الأوساط الشعبية بالنسبة الى تناول المُسكّنات واللقاحات والفيتامينات وغيرها.