بعد هدوء نسبي على جبهات المواجهة بين الجيش الوطني التابع للشرعية وميليشيات الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، اشتدت حدة المعارك خلال الأيام الأخيرة. وأكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش تخوض مواجهات عنيفة مع الميليشيات في جبهة نهم شرق صنعاء بمساندة طيران التحالف، إثر تلقي القوات الحكومية تعزيزات كبيرة من العتاد والأسلحة. من جهة أخرى، أكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في صنعاء، أن قادة عسكريين يتبعون صالح أبلغوه أن الحوثيين يمنعون كل فرد من قواتهم من المشاركة على جبهات القتال مباشرة قبل أن يمرّوا عبر مراكز حوثية في محافظاتصنعاء وذمار وعمران وصعدة، لتتم إعادة تأهيلهم وتغيير ولائهم وجعله ولاء مطلقاً للجماعة ومنهجها الفكري. وقالت هذه المصادر إن هناك معلومات عن قيام الحوثيين باستقطاب عدد كبير من الضباط والجنود عن طريق مراكز إعادة التأهيل وبعض الإغراءات المادية، إضافة إلى صرف رواتبهم بانتظام أسوة بعناصر الميليشيات والكتائب الخاصة التي تأتمر بأوامر زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي من مخبئه في محافظة صعدة. وخلصت المصادر إلى أن قائد ما تبقى من قوات الحرس الجمهوري التابع لصالح التي يقودها ابن أخيه العميد طارق محمد عبدالله صالح، رفضوا خلال الأسابيع الأخيرة إرسال قوات جديدة إلى جبهات القتال تحت قيادة الحوثيين، واشترط طارق صالح أن تكون هذه القوات تحت قيادة عسكرية محترفة وتحت إشرافه. وزادت حدة الخلافات بين حليفي الانقلاب (الحوثيين وصالح) على النفوذ والمصالح، إضافة إلى نيات الحوثيين باتجاه حزب صالح (المؤتمر الشعبي العام) لجهة اجتثاث كوادره وأنصاره من كل مؤسسات الدولة والجيش والأجهزة الأمنية في العاصمة والمحافظات التي تحت سيطرتهم، بهدف القضاء على نفوذه قبل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية. إلى ذلك، واصل طيران التحالف العربي قصف معسكرات الحوثيين ومخازن أسلحتهم ومواقع تجمعاتهم، إضافة إلى استهداف مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية في محيط العاصمة صنعاء، والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها الانقلابيون. وتكبدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وسقط ما لا يقل عن 140 من عناصرها بين قتيل وجريح، في حين سقط نحو 20 جندياً من القوات الشرعية بين قتيل وجريح. وانسحب العشرات من عناصر الميليشيات من جبهة نهم والجبهات الأخرى بما فيها جبهة ميدي وحرض على الساحل الغربي. وفي حين لم يطرأ أي تغيير ميداني على جبهات المواجهة بين الانقلابيين والجيش الوطني في محافظة تعز، أكدت مصادر في القوات الشرعية أن الحوثيين تكبدوا عشرات القتلى والجرحى على يد قوات حرس الحدود والقوات المشتركة السعودية على الحدود الشمالية لليمن خلال الشهر الجاري. ونجحت القوات السعودية في استدراج الحوثيين إلى كمائن على أطراف الحد الجنوبي، وأضافت المصادر أن الحوثيين تلقوا ضربات موجعة على جبهتي نهم وميدي، كما تخوض وحدات الجيش الوطني معارك عنيفة في صرواح بمحافظة مأرب، وفي عدد من مناطق محافظة الجوف المجاورة.