علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن جلستي العمل اللتين عقدهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء الماضي في مزرعة الجنادرية، حملتا الكثير من التفاصيل التي تشير إلى أن الزعيمين يؤسسان لعلاقة متينة بين بلديهما أولاً وبين الغرب والعالم الإسلامي ثانياً. وذكرت المصادر أن الرئيس أوباما لم يخف إعجابه بشخص الملك عبدالله وأنه كان يصغي الى حديثه بشكل تام، وأن خادم الحرمين أبلغ أوباما أن أميركا لا تشارك بجدية في الحلول المطروحة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي، وأن حل القضية الفلسطينية سيكون «المفتاح السحري» لحل قضايا المنطقة كافة. وأوضحت المصادر أن خادم الحرمين أكد لأوباما أن صبر العرب ينفذ، وأن طرح المبادرة العربية العام 2002، لم يكن نتيجة ضعف من الجانب العربي، بل لأن العرب يريدون السلام ولديهم رغبة صادقة في تحقيق السلام والعيش بسلام، وأضاف مخاطباً أوباما: «نحن (العرب) نريد أن نتفرغ لبناء الإنسان وتأسيس جيل قادر على مواجهة المستقبل بالعلم والعمل»، وعاد الملك ليقول للرئيس الأميركي: «نريد منكم مشاركة جادة في حل القضية الفلسطينية وفرض الحل ان لزم الأمر»، مشيراً إلى ان التسويف في حقوق الفلسطينيين يزيد الأمور تعقيداً، وتصبح حلول القضايا الأخرى أكثر تعقيداً. وأشارت المصادر إلى ان أوباما أشاد بخادم الحرمين أكثر من مرة في تلك الليلة التي قضاها في مزرعة الجنادرية، وأن جلسة العشاء كانت جلسة هادئة وشفافة أصغى خلالها أوباما لكل القضايا التي تطرق إليها الملك، بدءاً بالأزمة المالية العالمية وأسعار النفط والملف النووي الإيراني وصولاً إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، لافتة إلى أن أوباما أعجب بمائدة العشاء التي تضمنت «المفطح السعودي» وأكلات شعبية أخرى، مثل: الجريش والقرصان. وتعبيراً عن إعجابه واحترامه لشخص الملك عبدالله، رفض أوباما أن يصحبه خادم الحرمين لوداعه في المطار، طالباً منه الاكتفاء بوداعه داخل مزرعة الجنادرية. وأشاد أوباما بالليلة التي قضاها في مزرعة الجنادرية، واصفاً إياها بأنها «ليلة جميلة استمعت فيها إلى حكمة الملك، واستمتعت بصراحته ووضوحه وشفافيته في كل ما يطرح». لا تطبيع قبل السلام في غضون ذلك (ا ف ب)، اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مقابلة مع مجلة «نيوزويك» الاميركية نشرت امس ان «الولاياتالمتحدة تملك الوسائل لاقناع الاسرائيليين بالعمل من اجل تسوية سلمية»، مضيفا: «عليهم ان يقولوا لهم انه للاستمرار في تقديم المساعدة لهم، على (الاسرائيليين) ان يكونوا متعقلين وان يقدموا تنازلات معقولة». وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان يتعين على واشنطن تعليق مساعدتها لاسرائيل، قال الوزير: «لم لا؟ اذا قدمتم مساعدة لاحد يحتل من دون تمييز اراضي شعب آخر، تتحملون جزءا من المسؤولية». واشاد الامير سعود الفيصل ب «صدق» اوباما وبكونه اكد ان الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية «غير مشروع». واضاف ان ما ورد في الخطاب «يجب ان يترجم الى افعال». من جهة اخرى، رفض وزير الخارجية دعوة واشنطن الى الدول العربية لاظهار انفتاح ديبلوماسي حيال اسرائيل لتشجيع استئناف مفاوضات السلام التي تراوح حاليا مكانها، وقال: «ليس لدينا ما نقترحه على اسرائيل سوى التطبيع. واذا قمنا بذلك قبل استعادة الاراضي العربية (المحتلة)، سنكون قدمنا الورقة الوحيدة بين ايدي الدول العربية».