وصف مدير عمليات وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» الجديد في قطاع غرة، ماتياس شماله، الوضع الكارثي في القطاع بأنه «عار على المجتمع الدولي»، مشيراً الى أن «أولويات أونروا» في مرحلة ما بعد المصالحة تطوير التعليم، وإعادة إعمار المنازل المدمرة. وقال الألماني شماله، الذي وصل الى القطاع قبل أسبوع خلفاً لمدير العمليات المنتهية ولايته الدنماركي بو شاك، في مقابلة مع «الحياة» إن حل أزمات مليوني فلسطيني في القطاع «سياسي». وأوضح أن المطلوب «حل سياسي للشعب الفلسطيني»، مطالباً المجتمع الدولي «بإيجاد حلول جذرية لإنهاء ملف غزة، الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، بسبب الأوضاع الكارثية، وانعدام فرص العمل وارتفاع معدل البطالة. واعتبر أنه من «العار على المجتمع أن يبقى 1.3 مليون لاجئ، يتلقون المساعدات الغذائية بدلاً من توفير بيئة معيشية ملائمة لهم». وقال إن «التعليم من أول اهتمامات أونروا، ولدينا قرار بتوظيف معلمين جدد، لتعزيز برنامج التعليم واستمرار نجاحه، بخاصة أننا نجحنا على رغم الظروف الصعبة في فتح مدارسنا في موعدها المحدد في بداية العام الحالي». وأضاف أن «الوكالة تنظر بعين الاعتبار لملف إعادة إعمار قطاع غزة، وإصلاح المنازل التي دُمرت بفعل الحرب الأخيرة (2014)، وأوقعت أضراراً كبيرة في منازل اللاجئين». وتابع أن «أونروا ستصرف خلال الأسبوع الجاري بدل إيجار، للعائلات التي فقدت منازلها في الحرب والبالغ عددها 2000 أسرة، يُقدر ب1.4 مليون دولار»، إضافة إلى «صرف مبالغ مالية لمئتي أسرة لإعادة إعمار منازلها». وأشار إلى أن «أونروا»، التي تقدم مساعدات غذائية دورية لمليون لاجئ فقير ومُعدم في القطاع «أضافت في الربع الثالث من هذا العام 3566 أسرة لاجئة جديدة ضمن المستفيدين من خدمات أونروا الإغاثية والإنسانية». وشدد على أن «أونروا ستمضي قدماً في دعم اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، والأماكن كافة لتقديم الدعم اللازم لهم، من غذاء وصحة وتعليم ليتسنى لهم العيش بأمان». وحول مستقبل عمل «أونروا»، غداة توقيع اتفاق المصالحة في الثاني عشر من الجاري، قال إن «أونروا تتابع ملف المصالحة عن كثب»، لافتاً إلى أن المفوض العام للمنظمة الدولية بيير كرينبول «كان موجوداً في غزة تزامناً مع زيارة الحكومة الأخيرة للقطاع للاطلاع على آخر المستجدات، وإيصال رسالة دعم وتعزيز للمصالحة الفلسطينية، من أجل إنقاذ الوضع الإنساني» في القطاع. وعبّر شماله عن سعادته بتكليف كرينبول له بإدارة العمليات في القطاع، الذي «يُعتبر الأهم من بين مناطق العمليات (الضفة الغربية، والأردن، ولبنان، وسورية) التي عمل فيها الوكالة»، معتبراً عمله في القطاع «ميزة لي». وتعهد شماله العمل «وفق تعليمات المفوض العام من أجل تعزيز العلاقات مع مؤسسات المجتمع المدني وغيرها، والسير على خطى شاك».