بعد خمسة أشهر من المحاولات لاستصدار قرار بالموافقة على عرض فيلم «مناحي» في العاصمة الرياض، نجحت شركة «روتانا» للصوتيات والمرئيات في الحصول على تصريح بالعرض، وأطلقت مساء أمس، أول عرض سينمائي لفيلم «مناحي» في مركز الملك فهد الثقافي وسط حضور جماهيري ضعيف، يتقدمه بطل الفيلم وفي إحاطة حراسة أمنية مشددة وتغطية إعلامية واسعة، ضمت وكالات أنباء وشبكات تلفزيون عالمية. وسيقدم العرض «التاريخي» - الذي يستمر لساعتين كاملتين – يومي الإثنين والأربعاء المقبلين في المركز ذاته، الذي يتسع لأكثر من ثلاثة آلاف شخص، مجهز بشكل جيد تقنياً لعرض أفلام سينمائية، وإن كانت القاعة التي يعرض فيها الفيلم هي في الأساس قاعة مسرح. وتلقى فايز المالكي اتصالات ورسائل قصيرة «sms» من مجهولين يدعون فيها عليه بالعذاب والإصابة بالسرطان، كما حثت رسائل أخرى بالتحرك السريع لوقف العرض الذي تظهر فيه «ممثلات عربيات متبرجات» - بحسب نص إحدى الرسائل - التي وصفت الأمر ب«الخطير»! ويقوم ببطولة «مناحي» الممثل فايز المالكي، ويشاركه البطولة السورية منى واصف، والكويتي عبدالإمام عبدالله، وعدد من فناني السعودية الشباب. وهو من تأليف السوري مازن طه وإخراج المصري أيمن مكرم، وقام بوضع الموسيقى التصويرية له الملحن ناصر الصالح، وغنى فيه الفنان علي بن محمد، وتم تصوير معظم مشاهده في مصر. وكان ناشطون شباب وسينمائيون سعوديون أطلقوا صباح أمس السبت حملتهم المؤيدة لوجود دور عرض سينما في السعودية، واختاروا لها شعار: «نبي سينما».. وضمنوها دعوة لحضور العرض الأول للفيلم السعودي «مناحي». وجاء في نص الرسالة التي تم تداولها بشكل واسع عبر الهواتف المحمولة: «شارك بحضور افتتاح عروض فيلم «مناحي» في الرياض لدعم وجود دور سينما في المدن السعودية السبت (أمس) بعد صلاة العشاء بمركز الملك فهد الثقافي»، ونبهت الرسالة إلى أن «ريع التذاكر يخصص لصالح مرضى السرطان». ونفى مدير الشؤون الفنية في شركة «روتانا» (منتجة الفيلم) إبراهيم بادي أي علاقة بين روتانا وحملة «نبي سينما»، مشدداً على أن «مطلقو الحملة مجموعة من الشباب الذين يسعون لوجود دور عرض سينمائي، ويحاولون الترويج لتلك الدعوة من خلال وسائل عدة بينها المنتديات الإلكترونية ورسائل الهواتف المحمولة ومواقع مثل «الفيس بوك»، مشيراً إلى أنهم استغلوا الإعلان عن عرض الفيلم للربط بينه وبين حملتهم من دون الرجوع إلى منظميه». وسبق عرض الفيلم في جدة والطائف نهاية العام الماضي لأيام محدودة في قاعات غير مجهزة كقاعات سينما، ومُنع عرضه في جازان، بينما عرض تجارياً في دور العرض في عدد من الدول العربية بينها البحرين ومصر، كما سبق عرضه في جنيف وباريس. ويعد «مناحي» ثاني فيلم سعودي تنتجه شركة «روتانا»، ويحمل الفيلم الترتيب الثالث في تاريخ الإنتاج السينمائي السعودي بعد «ظلال الصمت» للمخرج عبد الله المحيسن (إنتاج 2005) و«كيف الحال» للمخرج ايزيدور مسلم (إنتاج 2006) ولا يزال قرار إقامة دور عرض سينمائي في المملكة يلقى اعتراضات، على رغم أن وزارة الإعلام السعودية تسمح بتداول أشرطة «دي في دي» الخاصة بكل أنواع الأفلام العربية والأجنبية من دون قيود، ويسافر سعوديون إلى دول الجوار، خاصة البحرين ودبي ومصر، لمشاهدة الأفلام السينمائية العربية والأجنبية الجديدة في دور العرض بتلك الدول، أو ينتظرون طرحها «دي في دي» لشرائها ومشاهدتها في منازلهم.