«درب مبهرة» لعلها تماثل تلك التي عُرف بها أيام عزه لاعباً لا يجارى، يسلكها النجم البرازيلي السابق رونالدينيو، في مسيرته الثانية بعد اعتزاله قبل عامين. إنها درب الاستعراضات و «عروض الترفيه» التي يشارك فيها، ما جعل مفكرة مواعيده مزدحمة، وهو في عجلة من أمره بين مدينة وأخرى. وفي غضون ثلاثة أشهر لم يعد على صفحات جواز سفره متسع لأختام الدخول والخروج، ما اضطره إلى تجديده لزوم إنهاء ارتباطاته المقررة حتى 10 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لينهمك بعد ذلك بحفلات يقيمها بجوار حوض السباحة في دارته الرحبة في ريو دي جانيرو، ويعود «فتى الليل» في فلوريانابوليس، ويمضي أوقاتاً مع العائلة في مسقطه بورتو أليغري. لائحة المدن التي تنتظر قدوم حامل الكرة الذهبية عام 2005 طويلة، وهو يقارع في عدد رحلاته وزراء خارجية الدول الكبرى. يتنقّل بين كوستاريكا وروسيا وهندوراس والسلفادور ولبنان والهند والصين والإمارات (...). يظهر في مباريات واستعراضات على طريقة نجوم «هارلم» لكرة السلة، بلباس رياضي أو آخر براق كالمهرجين ومقدّمي الحفلات، يوظّف ما تبقى من سحر موهبته وحركاته اللافتة وأساليبه في مداعبة الكرة وتمريرها وتسديدها، ليحصد بين 300 ألف دولار و500 ألف في كل مناسبة. في 6 آب (أغسطس) الماضي، ألهب رونالدينيو (37 سنة) أكف آلاف احتشدوا في كوستاريكا لمشاهدته في مباراة جمعته مع «أساطير محليين»، فقدّم فصولاً من بهلوانياته وتمريراته الصاعقة. وفي أواخر أيلول (سبتمبر) شارك مع فريق «دلهي دراغونز» بلقاء أمام فريق ضم نجوماً أمثال الويلزي رايان غيغز والأرجنتيني هرنان كريسبو لمناسبة انطلاق دوري كرة الصالات (فوتسال) الهندي. وفي مطلع الشهر الجاري، خاض رونالدينيو مباراة استعراضية في غروزني نظمها الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف لمناسبة بلوغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين سن ال65. كانت المباراة مع فلومينيزي أمام غوياس في ماراكانا (26/9/2015)، الأخيرة لرونالدينيو على الصعيد الاحترافي. فقد مضى نحو «حياته الجديدة»، ويبدو سعيداً لأنه يفعل ما يروق له، بعدما جمع أمجاد «المستطيل الأخضر» وأبرزها الفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده عام 2002، إلى ألقاب دوري أبطال أوروبا وكأس ليبرتادورس و «الكرة الذهبية». وبرز في صفوف باريس سان جرمان (2001 – 2002)، وبرشلونة (2007 – 2008)، وميلان (2008 – 2010)، وفلامنغو (2011 – 2012)، ومسك ختام التتويج كان مع «مواطنه» أتلتيكو مينيرو رافعاً كأس ليبرتادورس (2013). ربما ضاق رونالدينيو ذرعاً بضغوط التدريب والمباريات، فوضع حداً لمسيرة احتراف استمرت 17 سنة، خاض خلالها 835 مباراة وسجل 345 هدفاً، ليحين بعد ذلك «عهد السولو» وفصول مهارية وهو «معصوب العينين»، وخوض مباريات يستمتع بها ويمتّع آخرين ويملأ جيبه، علماً أن كثراً من وسط كرة القدم يأسفون لخياراته ويؤكدون أنه كان في مقدوره أن يمضي قدماً ويعمّر فترة أطول في عالم الأضواء الحقيقية.