يشارك أكثر من 60 خبيراً دولياً في التعليم في المؤتمر الدولي ل«التعليم المدمج»، الذي تنظمه الجامعة السعودية الإلكترونية برعاية وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال بالرياض خلال الفترة من 21 إلى 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. ويأتي هذا المؤتمر في الوقت الذي اتجهت فيه معظم الجامعات المرموقة في العالم إلى «التعليم المدمج» بوصفه خياراً مثالياً يسهم في توسيع التعليم خارج الفصول الدراسية لمساعدة غير المتفرغين للدراسة الحضورية في الحصول على درجات علمية تطوّر مهاراتهم من جهة، وتلبية حاجة سوق العمل في أية دولة في العالم من جهة أخرى، فضلاً عن تحقيق العائد المالي للمؤسسات الأكاديمية المقدر بملايين الدولارات، إذا وُفر له الدعم الكامل. ويُعرف «التعليم المدمج» بأنه أحد صيغ التّعليم أو التّعلّم التي يندمج فيها التّعلّم الإلكتروني مع التّعلّم الصفي التقليدي في إطار واحد، إذ توظف أدوات التّعلّم الإلكتروني سواء المعتمدة على الكمبيوتر أو على الشبكة في الدروس، مثل معامل الكمبيوتر، والصفوف الذكية، ويلتقي المعلم مع الطالب وجهاً لوجه معظم الأحيان. وتعد الجامعة الإلكترونية، التي تأسست عام 1432ه، كجامعة حكومية من الجامعات السعودية الرائدة في التعليم المدمج على مستوى العالم العربي، إذ تتبنى نموذجاً متفرداً في «التعليم المدمج» من خلال الجمع بين مزايا التعليمي التقليدي والتعليم الإلكتروني عبر توظيف تكنولوجيا التعليم بكثافة في العملية التعليمية، ما جعلها تتصدر الريادة العلمية في ذلك المجال على المستوى المحلي والإقليمي، وتكون بيت خبرة فيه. وبين وكيل الجامعة الإلكترونية للشؤون التعليمية الدكتور عبدالله النجار أن الجامعة تسعى إلى بناء اقتصاد ومجتمع المعرفة في المملكة، وإيصال رسالة الوطن الحضارية إلى العالم من خلال التعليم المدمج الذي يعد منافساً إن لم يكن بديلاً عن التعليم التقليدي في تحقيق المخرجات التعليمية وفقاً لمتطلبات الجودة العالمية، ناهيك عن أنه بديل بامتياز عن نموذج التعليم من طريق الانتساب المطور الذي يتسم بالفصل التام المكاني والزماني بين طرفي العملية التعليمية، المعلم والمتعلم. وقال: «برز عدد من المبادرات على مستوى الجامعات السعودية لمواكبة التطورات في مجال تكنولوجيا التعليم، وتجسدت في استحداث عمادات خاصة بذلك أخذت لها مسميات مختلفة، مثل عمادات التعليم الإلكتروني، والتعليم عن بعد، وأسهمت في انتشار التعليم عن بعد بمسمى برامج التعليم بالانتساب المطور». وأوضح أن الدول الأكثر استخداماً للتعليم الإلكتروني من حيث عدد المؤسسات، هي على الترتيب: إسبانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وألمانيا، والسويد، وتركيا، إضافة إلى أميركا، مفيداً بأن صناعة التعليم عن بعد حققت عوائد مالية قدرها 107 بلايين دولار عام 2015، منها 51 في المئة للتعليم الإلكتروني، وستجني سوق الأنظمة التعليمية الإلكترونية خلال العام المقبل 7 بلايين دولار. وأكد أن مشاركة أكثر من 60 خبيراً دولياً في التعليم في هذا المؤتمر، سيخرج بنتائج إيجابية تنعكس على دعم هذا النوع من التعليم في المملكة، الذي يسهم بشكل كبير في دعم حاجة المشاريع التنموية، التي تشهدها البلاد، إلى عدد من التخصصات.