عشية زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل إلى منطقة الشوف اليوم. توجه وزيرا «القوات» نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني والشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي إلى دير القمر حيث أطلقا خطة صحية واجتماعية لمنطقة عاليه - الشوف، بعنوان «شركاء في خدمة المواطن»، بحضور النواب: أكرم شهيب، جورج عدوان، ايلي عون، ونعمه طعمه ورؤساء بلديات ومخاتير. وكان تأكيد على «الشراكة بين القوات والحزب القدمي الاشتراكي». في ظل استمرار السجال بين «القوات» و «التيار الوطني الحر» وهذا ما عكسته كلمة حاصباني حين شدد على «أننا في القوات اللبنانية كنا شركاء أساسيين في ولادة هذا العهد وحريصون على رئاسة الجمهورية»، متوجهاً إلى «من يحاول إدخال موقع الرئاسة في الزواريب الضيقة» بالقول: «الخياطة بمسلة أخرى تفيدكم أكثر». واعتبر أن «المصالحة خط أحمر لدينا، ونعمل في شكل متواصل كقوات على ترسيخها بالشراكة مع التقدمي الاشتراكي وكل أبناء الجبل». ودعا إلى «وضع خلافاتنا واختلافاتنا، مصالحنا السياسية أو طموحاتنا الشخصية تحت سقف المصالحة»، مشدداً على أن «لا يجوز أن يعمد بعضهم عند أي موسم انتخابي أو تباعد سياسي إلى تحويل هذه المصالحة إلى ورقة يستغلها لحساباته الضيقة». وقال: «كي نحصن هذه المصالحة يجب ألا نكتفي فقط بإرادة العيش معاً، بل أن نبني دولة المؤسسات والقانون الضامنة لحقوق أبنائها بعدالة وشفافية، دولة الإنماء المتوازي، دولة عصرية رؤيوية ترتكز على سياسات عامة واستراتيجيات واضحة المعالم، وهذا ما نسعى إليه أكان على طاولة مجلس الوزراء أو في وزاراتنا كقوات لبنانية». وإذ أعلن أن «مواقفنا وممارساتنا تنبع من مسؤوليتنا الوطنية وقراءات علمية ودراسات قانونية وتجارب عملية لا من سياسات النكايات والكيدية»، أوضح أن «التمسك بتطبيق القوانين ليس انتقاصاً من أحد، والإصرار على الشفافية والحكومة الرشيدة ليس إهانة لأحد ونهجنا لا يستهدف أحداً». وشدد على «أننا نلتقي اليوم في العمق التاريخي للبنان، في حضرة إرادة العيش معاً بشجاعة وقناعة بعدما اختبرنا الكبوات»، مشيراً إلى «الإرادة التي تجسدت بمصالحة الجبل التاريخية في آب (أغسطس) 2001 حين كسر بطريرك الاستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الحواجز التي فرضتها سلطة الوصاية وتراكمات الحرب الأليمة». وأكد أن «الاستراتيجية تهدف إلى تأمين الطبابة والاستشفاء لكل لبناني وترتكز على مراكز الرعاية الأولية، وعددها اليوم يفوق المئتين وفق معايير عالمية وهي منتشرة على كل الأراضي اللبنانية، كي تكون هذه المراكز مدخلاً إلزامياً قبل دخول المستشفيات. هذه الاستراتيجية تشدد على دعم المستشفيات الحكومية». من جهته أكد بو عاصي أن «المواطن يجب أن يستفيد من الخدمات من دون أن تكون هناك أدوية فاسدة لأن صحته خط أحمر»، وأعلن «بطاقة لاستعمال خدمات مراكز الخدمات الإنمائية وهي بطاقة بيومترية يحصل من خلالها المواطن على كل الخدمات»، موضحاً أنه «توصلنا إلى خفض أسعار هذا الموضوع الذي كان سيكلفنا 60 مليون يورو إلى صفر وأنا فخور أنني قدمت هذه الخدمة من دون تكليف الدولة اللبنانية». عدوان لماذا نستفز بعضنا؟ وأكد عدوان «التمسك بالمصالحة التاريخية في الجبل، وهي عملية تراكمية يومية يجب أن نساهم بها»، وقال: «نتعهد التمسك بالمصالحة، ونحن لن نمشي بأي شيء يخرق هذه المصالحة، وهذا عمل مشترك». وأشار إلى أن «المصالحة مبنية على أسس سليمة والشراكة مبنية على الإيمان وهي الأساس في صحة لبنان، كما أن المصالحة عملية تراكمية يجب أن نضع كل يوم مدماكاً لها». ولفت إلى أنه بقدر ما ندرك هواجس بعضنا بعضاً وهمومه نعزز المصالحة». وأضاف: «صحيح أننا على عتبة الانتخابات النيابية ولكن هل من الضروري أن نستفز بعضنا؟ الانتخابات كل 4 سنوات ولكننا نعيش معاً 4 مرات 365 يوماً، والتزامنا الثابت هو بناء الدولة القوية القادرة العادلة، وهناك مستلزمات لذلك أولها أن لا تكون مستتبعة للخارج ولا لأي محور، وأن لا يسيطر أي فريق داخلي سواء بالتعيينات أو أخذ موقع داخلي أو تسويات على حساب القانون». وأكد أن «معركتنا اليومية هي ضد الفساد والصفقات والهدر، وسنقف في وجه كل صفقة لا تذهب إلى دائرة المناقصات». شهيب: يد الجبل وقلبه مفتوحان وشدد شهيب ، على أن «هذا الجبل يده مفتوحة وقلبه مفتوح لكلّ من يضع حجر أساس لتثبيت المصالحة، ومرحّب بكل شخص يضع هذا الحجر». ونوّه إلى أنّ «هناك قانوناً يعطي لذوي الحاجات الخاصة، الحق في العمل، إلا أنّ هذا القانون لا يُحترم وهذا إنسانيّاً مرفوض». وأمل من وزراء الجبل، في «التعاون لتحقيق مطالب أهل الجبل، ومنها إيصال أموال البلديات. وأن تنفّذ الخطّة الموضوعة في مجلس الوزراء لحل أزمة النفايات»، مشدّداً على أنّ «الشوف وعاليه، حملوا النفايات عن كلّ لبنان لسنوات طويلة، ولا يجوز تركهما من دون حل». «بكير تا حدا يورتن» وفي المواقف لفت عضو كتلة «القوات» النائب أنطوان زهرا إلى «أن أداء وزراء «القوات» إحراج لجميع الوزراء الذين يؤدون بالعكس بعيداً من الشفافية». وقال: «نحن موجودون لممارسة عملنا بالشفافية المعهودة ولن نشكّل غطاءً لأي مخالفة». وأشار إلى أن هناك «سوء فهم وتفاهم في شكل خاص مع الوزير باسيل، فمن اختلفا تصالحا وهما الرئيس ميشال عون وسمير جعجع «بكير تا حدا يجرّب يورتن». هناك مبالغة في التصرف وتجاوز لهذه الثنائية، ورهاننا على عهد العماد عون هو رهان على إرساء القانون وتقوية المؤسسات».