بن جواد (ليبيا)، بنغازي، طرابلس - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، رويترز - قال شاهد من «رويترز» إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي هاجمت معارضين بوابل من نيران الأسلحة الآلية والصواريخ أمس الثلثاء مما أدى إلى تقهقرهم في شكل فوضوي مذعور إلى بلدة بن جواد. ومع بدء الهجوم قفز معارضون وراء كثبان رملية لرد إطلاق النيران ولكنهم استسلموا بعد بضع دقائق وقفزوا في شاحناتهم الصغيرة وقادوها مسرعين صوب بن جواد الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً شرق سرت مسقط رأس القذافي. وقال مراسل «رويترز» الذي اتبع خطى قافلة المعارضين إن الرصاص لاحقهم وسقطت القذائف قرب الطريق أثناء تقهقرهم. وبدا أن قوات القذافي أنهت هجومها على مسافة بضعة كيلومترات غرب بن جواد وتوقف المعارضون في البلدة للانتظار وتنظيم صفوفهم. وتقدم مقاتلو المعارضة على طول الشريط الساحلي واستعادوا بلدات نفطية عدة بعد شن غارات جوية غربية على مواقع تابعة للقذافي في الشرق والغرب يوم 19 آذار (مارس). غير أن تقدمهم غرباً قوبل بمقاومة مع اقترابهم من سرت. واستخدمت قوات القذافي الصواريخ والقذائف والقنابل وأسلحة من عيار متوسط في دفعهم للتقهقر إلى بلدة النوفلية. وبدأ نهار أمس بإطلاق قوات القذافي نيران مدفعية ثقيلة على المعارضين الليبيين المنتظرين شرق النوفلية. وفر عشرات المدنيين من المكان بسيارات. وقال أشرف محمد وهو مقاتل معارض يبلغ من العمر 28 سنة إن قوات القذافي تُطلق على مقاتلي المعارضة صواريخ من طراز غراد. وأضاف أن بعض سكان القرى الواقعة قرب النوفلية أطلق النار على المعارضين المسلحين في أثناء تقهقرهم من منازلهم لمساندة قوات القذافي. وقال حمد العوني أحد قادة المعارضين ويبلغ من العمر 28 سنة: «هذا الطريق مشكلة. بالأمس تعرضنا لهجوم من القذافي ولذلك انسحبنا». وقال مصطفى موسى (49 سنة) أحد سكان النوفلية وهو يفر في سيارة أجرة إنه يبدو أن قوات القذافي تسيطر على البلدة وتدعمها ميليشيات مسلحة مؤلفة من السكان المحليين. وقال: «رأيتهم. يطلقون النار من النوفلية». ونقلت «اسوشيتد برس» عن فيصل علي (20 سنة) أحد الثوار المنسحبين من منطقة بن جواد: «ليس هناك عدد كبير من (الثوار) في بن جواد الآن». وأضاف: «لو كان عنده (القذافي) قوة نارية كافية وقوات لديها دبابات لتمكن بالتأكيد من السيطرة على بن جواد»، مشيراً إلى أن القوات الخاصة التابعة للثوار لم تتراجع من بن جواد. مصراتة في غضون ذلك، أعلن طبيب من مستشفى مصراتة أن قوات القذافي قتلت ما لا يقل عن 142 شخصاً وأصابت أكثر من 1400 بجروح خلال هجومها ضد الثوار في هذه المدينة الواقعة شرق طرابلس. وأوضح الطبيب الذي اتصلت به «فرانس برس» من بنغازي: «منذ 18 آذار (مارس) تلقينا 142 قتيلاً على الأقل». وأضاف: «نعجز عن إحصاء الجرحى لكننا تجاوزنا 1400 شخص»، مشيراً إلى أن أكثر من تسعين منهم في حالة الخطر. وأشار إلى انه من المتوقع وصول سفينة تركية خلال النهار لنقل نحو خمسين جريحاً. وفي الإطار ذاته، قال ناطق باسم الثوار ل «رويترز» في حديث هاتفي من مصراتة: «حاولت قوات القذافي هذا الصباح دخول مصراتة من طريق البوابة الغربية ولكن شبابنا صدوها». واستطرد: «حاولت (قوات القذافي) قبل ساعة دخول المدينة عبر البوابة الشرقية. يحاول الشبان صدها. القتال ما زال مستمراً الآن. القصف العشوائي مستمر... قتل ثمانية مدنيين وأصيب آخرون الليلة (قبل) الماضية». وبعد ظهر أمس شنت قوات التحالف غارات على طرابلس في منطقة يعتقد انها تضم مقراً للعقيد القذافي. خميس القذافي وأذاع التلفزيون الليبي في وقت مبكر أمس الثلثاء ما قال إنها لقطات في بث مباشر ظهر فيها خميس، نجل العقيد القذافي، وهو يحيي مؤيدين في مقر إقامة والده في باب العزيزية في طرابلس. وقال مذيع إن الصور - التي ظهر فيها شديد الشبه بخميس القذافي - تفنّد تقارير في وسائل إعلام عربية وعلى الانترت بأن خميس قُتل عندما صدم طيار منشق بالسلاح الجوي الليبي طائرته في مجمع باب العزيزية. ويقول مسؤولون ليبيون إن مثل هذه التقارير جزء من حملة تشوية متعمدة من أعداء ليبيا. وخميس هو قائد اللواء 32 معزز الذي يعتبره محللون كثيرون من أفضل وحدات الجيش الليبي تدريباً. وأظهرت اللقطات التلفزيونية رجلاً يرتدي زياً عسكرياً يقف في شاحنة صغيرة مكشوفة تخضع لحراسة مشددة في أثناء سيرها داخل مجمع باب العزيزية. ولوح بيده لأنصاره وحاول حرسه الشخصي منع بعض الناس من الاقتراب من الشاحنة.