إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلن الجيش الباكستاني أمس، مقتل شخصين مقربين من الملا صوفي محمد، مؤسس حركة «تطبيق الشريعة» في اقليم وادي سوات (شمال غرب)، في مكمن نصبه متمردون من حركة «طالبان» ضد قافلة اقلت سجناء لدى عبورها مدينة ساخاكوت في طريقها من ملقند الى بيشاور. وقتل ضابط في الجيش الباكستاني في المكمن، وجرح 5 جنود آخرين. وعرّف الجيش الشخصين بأنهما الناطق باسم الملا صوفي، امير عزت، ومعاونه محمد علم. وكلاهما تفاوض للتوصل الى اتفاق سلام ابرمته الحركة مع حكومة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي في شباط (فبراير)، قبل ان ينهار نهاية نيسان (ابريل)، اثر رفض المقاتلين الاسلاميين القاء السلاح واستفادتهم من وقف النار للتقدم وصولاً الى بلدة بونير التي تبعد مئة كيلومتر فقط من العاصمة إسلام آباد. وأوضح ان عزت وعلم اعتقلا مع ثلاثة افغان الخميس الماضي. ميدانياً، نفذت مروحيات قتالية غارات جوية على معاقل مفترضة ل «طالبان»، وحاصر الجيش مجموعة قرى في وادي سوات، بينها كابال التي تبعد كيلومترات قليلة من مينغورا، كبرى مدن سوات، والتي أكد الجيش ان المتمردين يختبئون فيها حالياً بعدما فروا من مينغورا. وأسفرت عملية انتحارية نفذت في مسجد خلال صلاة الجمعة في منطقة دير القبلية اول من امس عن مقتل 40 شخصاً على الاقل، علماً ان انتحاريين اسلاميين نفذوا 230 اعتداءً منذ اقل من عامين، ما اسفر عن سقوط حوالى الفي قتيل. الى ذلك، اعلن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ان حكومته ستسعى الى القضاء على الإرهاب والتطرف في البلاد بمؤازرة الشعب. وقال: «القوات الباكستانية تحقق نجاحاً يومياً في عمليتها العسكرية لمكافحة الإرهاب»، مضيفاً: «من غير الضروري القلق في شأن الظروف الراهنة، بل يجب ان نتعامل مع الأزمة بانضباط ووحدة وايمان». وأكد أن «طالبان» تسعى إلى اثبات أن باكستان دولة فاشلة، «لكن أحداً لن يستطيع محو باكستان من خريطة العالم». وكشف أن بلاده أبلغت الولاياتالمتحدة أنه اذا كانت الغارات التي تشنها طائرات استطلاع اميركية تعمل من دون طيار على مناطق في وزيرستان ضرورية، فيجب ان تنقل التكنولوجيا الى باكستان، «لأن الغارات الحالية تقوض جهود مكافحة الإرهاب». وشكت باكستان مرات من أن الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية على وزيرستان أسفرت عن مقتل عدد كبير من المدنيين، وتؤدي الى تقويض الدعم الشعبي لمكافحة الارهاب. وفي افغانستان، أعلنت الشرطة مقتل اربعة اشخاص في انفجار قنبلة حملها انتحاري استقل دراجة نارية، واقتحم بها محطة مكتظة للباصات في ولاية قندهار (جنوب) المحاذية للحدود مع باكستان. وكشف قائد شرطة حرس الحدود في ولاية قندهار جواد احمد ان الانفجار ادى ايضاً الى جرح ثمانية من المارة بينهم امرأة وطفلان. وتصاعدت وتيرة اعمال العنف التي يشنها متمردون بينهم عناصر من حركة «طالبان» الذين اطاحتهم قوات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة من السلطة نهاية عام 2001، وذلك على رغم انتشار حوالى سبعين الف جندي اجنبي ستنضم اليهم تعزيزات اميركية يبلغ عددها 21 الف عسكري.