اندلعت صدامات بين قوات الأمن الكينية ومتظاهرين في معاقل للمعارضة التي قاطعت جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، ما يجعل فوز الرئيس أوهورو كينياتا مؤكداً لكن بتفويض يقوضه ضعف نسبة الإقبال ومخالفات قد تؤدي إلى طعون قضائية، وتفجر العنف في بلد يعاني انقسامات عرقية عميقة. وكانت المحكمة العليا ألغت نتائج الانتخابات التي أجرت في آب (أغسطس) الماضي وأسفرت عن فوز كينياتا «بسبب مخالفات إجرائية». ثم أعلن زعيم المعارضة رايلا أودينغا أنه لن يشارك في جولة الإعادة بعدما فشلت جهوده في إصلاح اللجنة الانتخابية التي تعتبرها المعارضة منحازة للحزب الحاكم، لكنه تراجع عن دعوات سابقة لتنظيم احتجاجات، وحض أنصاره على عدم اعتراض طريق الشرطة، وقال: «ننصح الكينيين الذين يحترمون الديموقراطية والعدل بالوقوف وإقامة الصلاة بعيداً من مراكز الاقتراع، أو الاكتفاء بالبقاء في المنزل». وعشية التصويت، نددت الولاياتالمتحدة بمحاولات تقويض جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في كينيا، وقالت إن «الحزبين المتنافسين يعملان للتدخل في العملية المستقلة للجنة الانتخابات والقضاء ومؤسسات حيوية أخرى». وظلت مراكز الاقتراع مغلقة في معاقل المعارضة، حيث أحرق شبان إطارات وحواجز في الشوارع، وقال أحدهم ويدعى جاكسون أوتيينو: «لن نذهب للتصويت. هذا لا يهمنا، لأننا نعرف منذ الآن من سينتصر. إنها مهزلة». وردت الشرطة بإطلاق النار في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات من المعارضة رشقوا عناصرها بحجارة في مدينة كيسومو (غرب) التي تعتبر مركزاً رئيساً لأنصار اودينغا، وشهدت أعمال عنف عرقية كبيرة بعد انتخابات أجريت عام 2007 وكانت نتائجها محل نزاع. وقتل شاب وجرح ثلاثة بإطلاق نار خلال الاحتجاجات في المدينة. وقال هنري أوموسا، رئيس الممرضين في وحدة الطوارئ: «استقبلنا شاباً يبلغ 17 أو 18 من العمر، وكان ينزف بغزارة. حاولنا نقل دم له، لكنه لفظ أنفاسه». ثم أفيد عن مقتل شخصين آخرين. ومنذ 8 آب الماضي، قتِل 40 شخصاً على الأقل، معظمهم حسب منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان في عمليات قمع شديدة مارستها الشرطة ضد المتظاهرين. كذلك، أظهرت لقطات تلفزيونية احتشاد مئات من الشبان في طريق رئيسي بمدينة ميغوري (غرب)، حيث تناثر الحطام والحواجز المحترقة. وفي حي كيبيرا الفقير في نيروبي، تدخلت الشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وأطلقت النار في الجو لتفريق متظاهرين حاولوا قطع طريق إلى عدد من مراكز الاقتراع. وحصلت حوادث مماثلة في حي ماثاري الفقير في نيروبي، ومدينتي سيايا وهوما باي (غرب). وليل الأربعاء، وصف موظف في لجنة الانتخابات العمل في كيسومو بأنه «مهمة انتحارية»، مشيراً إلى أن ثلاثة من موظفي اللجنة البالغ عددهم 400 استطاعوا الوصول إلى أماكن عملهم، كما منع غياب الأمن وصول صناديق الاقتراع. وكان رئيس لجنة الانتخابات صرح الأسبوع الماضي بأنه لا يستطيع أن يضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة دعي إليها نظرياً حوالى 19.6 مليون شخص، مشيراً إلى تدخلات لسياسيين وتهديدات لزملائه. واستقالت مسؤولة في اللجنة، وفرت إلى الخارج.