كشفت حملة مفاجئة نفذتها شرطة محافظة جدة أخيراً، عدداً من أوكار الجريمة في أحياء متنوعة استهدفتها القوة الأمنية بعد أن دارت حولها الشبهات وتلقت شكاوى عدة من مواطنين ومقيمين فيها، انتهت محصلتها إلى تورط 32 شخصاً في قضايا جنائية. ووجه مدير شرطة المحافظة الساحلية اللواء علي بن محمد الغامدي بإعداد خطة أمنية تبدأ بالتحري والمتابعة من الفرق السرية لعدد من الأحياء التي سجلت عليها مخالفات أمنية وشكاوى للتأكد منها ومن ثم نصب كمين لدهمها والقبض على المتورطين فيها والمشتبهين في قضايا جنائية. وبدأت القوة الأمنية المكلفة بتنفيذ الخطة في الانتشار بعد استكمال أعمال التحري وتحديد المواقع المستهدفة، إذ فرضت طوقاً أمنياً على مداخل ومخارج الأحياء المحددة (شملت حي النسيم وغليل والخمرة والهنداوية والكرنتينة والمحجر وكيلو10 وكيلو11 والثعالبة وحي الجامعة والصفا وقويزة وبن لادن والبوادي والعمارية والرحيلي)، إذ تمكنت الحملة الميدانية الأسبوعية من معالجتها والقبض على المتورطين فيها وإحالة المخالفين لنظام الإقامة والعمل للجهات المختصة بعد رفع بصماتهم والتأكد من سجلهم الجنائي. وذكر الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العميد مسفر بن داخل الجعيد أن القضايا الجنائية التي ضبطت في تلك المواقع تنوعت بين سرقات وترويج وتصنيع للمسكر، وترويج مخدرات واستخدامها، وخطف حقائب نسائية وسرقة سيارات ونصب واحتيال وتستر تجاري على عمالة وافدة، وفتح محال من غير تراخيص، وإخلال بالآداب العامة، وتأجير دراجات نارية مخالفة، وقضايا متنوعة أخرى. وأفاد أن عدد القضايا الجنائية المضبوطة بلغت 32 قضية تمت إحالة المتورطين والمشتبهين فيها إلى أقسام ومراكز الشرط المختلفة للتحقيق فيها واستكمال الإجراءات النظامية حيالها، مشيراً إلى أنه تم اختيار الأوقات «الميتة» لدهم المواقع في فترات الظهيرة والساعات المتأخرة من الليل وساعات الصباح الأولى في شكل مفاجئ. وأضاف أنه تم خلال الحملة القبض على 714 مخالفاً ومخالفة لنظام الإقامة والعمل، جرى التأكد من سجلاتهم الجنائية وإحالتهم إلى جهات الاختصاص لاستكمال إجراءات ترحيلهم إلى بلدانهم، إضافة إلى تحريز ما تم ضبطه مع الجناة المتورطين في قضايا جنائية من مسروقات وأدوات استخدمت في جرائمهم تمهيداً لعرضها على جهات التحقيق. من جهته، أكد مدير شرطة جدة اللواء علي السعدي الغامدي أهمية زرع ثقافة «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، في إشارة إلى التحذير من العمالة غير النظامية والوافدة السائبة، منوهاً إلى تفاعل المواطنين واستقبال القوة الأمنية في الأحياء المستهدفة دليل على ثمرة الرسائل الإعلامية الموجهة التي تطمح الأجهزة الأمنية إلى مزيد من التعاون بغية إنجاح العمليات الأمنية.