مكسيكو - أ ف ب - مظهر «الرانشيرو» (المزارع) القديم الذي كان يتميز به تجار المخدرات المكسيكيون بقمصانهم ومجوهراتهم الباهرة وأحزمتهم ذات الحلقات الكبيرة بدأ يتلاشى، فالجيل الجديد من مهربي المخدرات يفضل ارتداء ملابس من أفخر الماركات واتباع موضة مدينية تجمع بين الأناقة والمظهر غير الرسمي. عرضت الصحافة العام الماضي صور ثلاثة مهربين يرتدون ملابس من ماركة رالف لورن، من بينهم ادغار فالديز الملقب ب «باربي» وخوسي خورخي بالديرا المعروف ب «جاي جاي». ويؤكد مسؤول شارك في العمليات التي أدت إلى توقيف هذين المجرمين اللذين أطلقا بشكل غير متعمد موضة جديدة «إنها الملابس التي كانا يرتديانها عند إلقاء القبض عليهما». في أسواق العاصمة المكسيكية تباع قمصان بولو خضراء مقلدة كتبت عليها عبارة «لندن» كتلك التي كان يلبسها «باربي» أو قمصان بولو زرقاء كتلك التي كان يرتديها «جاي جاي» لقاء 30 دولاراً. تقول ايلسا التي تبيع الملابس: «إنها موضة المهربين الجديدة. نبيع الكثير منها. يطلبون منا موديلات باربي أو جاي جاي. أعتقد بأن لهذه المشتريات جانباً منحرفاً لكن كوني بائعة، علي أن ألبي الطلبيات. أنا أعتاش من ذلك». وفي مكان غير بعيد، يقول مسؤولون عن احد المتاجر الأنيقة التي تضم جناحاً مخصصاً لملابس رالف لورين وحيث يبلغ سعر قميص بولو من ماركة فاخرة 150 دولاراً، إن هذين الموديلين شهدا طلباً كبيراً أيضاً. ويشرح خيسوس مانويل، : «أنا لست مهرب مخدرات، لكن قميص البولو هذا يعجبني. هذا كل ما في الأمر». وعلى موقع البيع الإلكتروني «ميركادو ليبري»، يعرض نحو مئة مستخدم هذين الزيين. ويتضمن نحو 20 إعلاناً صوراً للمهربين المعتقلين. يقول فرانسيسكو سيبايوس مدير الموقع : «منعنا الكثير من الإعلانات التي تلمح إلى موضة المهربين ونحن نفرض رقابة دائمة». ويوضح أن ملايين المنتجات تباع على الموقع وأن إزالة الإعلانات التي تنتهك سياسة الموقع تستغرق بعض الوقت. ويقول فيكتور غوردوا مدير معهد مستشاري الصورة العامة في المكسيك إن أبناء الجيل الجديد من مهربي المخدرات «دخلوا المدارس وتعلموا إدارة الأعمال» وبالتالي لم يعودوا يرتدون ملابس، «على طراز الرانشيرو ومزينون بالمجوهرات، انهم الآن شبان مدينيون يبحثون عن أحياء افضل للإقامة فيها ويرتدون ملابس أنيقة». ويتابع: «ارتداء باربي وجاي جاي قميصي بولو من ماركة رالف لورين هو مصادفة سيئة للماركة. لكنها ليست الماركة الوحيدة التي يرتدون أزياءها».