يتسابق مطربون شعبيون مصريون في الغناء لثورة «25 يناير»، إذ قدّم غالبيتهم أغنية للمناسبة، ولم يكتف بعضهم بذلك، بل سجل أكثر من أغنية وما زال يحضر لأغانٍ أخرى، ومنهم شعبان عبدالرحيم الشهير ب «شعبولا»، الذي قدم في الأيام الأخيرة من الثورة أغنية «ميدان التحرير» (كلمات اسلام خليل وتلحين سيد عبدالرحيم)، لكن العمل هوجم بشدة من الشباب على شبكة الإنترنت لأنه كان يدعو إلى الاكتفاء بقرارات حكومة الدكتور أحمد شفيق السابقة وعدم المطالبة برحيل الرئيس. ومن أجل تدارك الوضع طرح شعبولا أغنية ثانية بعنوان «أهم حاجة مصر»، ويتغير فيها موقفه من الثورة ليؤيدها بشدة ويقول في أحد مقاطعها: «الشعب المصري لما يقوم وينتفض لازم يرجعله حقه ولا يمكن يترفض». ولكنّ الأغنيتين لم تحققا أي شعبية لدى الجمهور، خصوصاً أن شعبولا أعلن من قبل تأييده للتوريث وشارك في الحملة الشعبية لتأييد الرئيس السابق مبارك لاختياره مرشحاً لرئاسة الجمهورية 2011، كما كان مسؤولاً عن جمع توقيعات لانتخاب جمال مبارك رئيساً للجمهورية. وتفوق المطرب حمادة هلال على شعبان عبدالرحيم، إذ أصدر 3 أغاني للثورة، تحمل الأولى عنوان «شهداء 25 يناير» وأهداها إلى أهالي شباب الثورة الذين استشهدوا، ولحن هلال الأغنية بنفسه، وهي من كلمات ملاك عادل، وتوزيع أحمد عبدالسلام، والثانية بعنوان «رجالة شارعنا»، أما الثالثة فهي «ارفع راسك فوق انت مصري». واكتفى مطربون آخرون بأغنية واحدة عن الثورة، كل على طريقته الخاصة، إذ اختار أبوالليف المطالبة بأمواله التي سرقها رجال النظام الفاسد، في إشارة إلى أن المصريين عانوا كثيراً من الظلم والفساد سنوات طوالاً وذلك في أغنيته «فين فلوسي ياد» كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر، وألحان محمد يحيى اللذين كان لهما فضل كبير في شهرة أبوالليف من خلال ألبومه «كينغ كونغ». بينما أجل المطرب بهاء سلطان طرح البومه الغنائي «مية مية» ليطرح أغنية منفردة عن الثورة تحمل عنوان «إنتي الغالية يا بلادي»، وليواكب بهاء الأحداث حرص على تحميلها على موقع «فايسبوك» قبل أي إذاعة أو قناة فضائية. واستغل بعض المطربين الشعبيين نجاح ثورة 25 يناير لتصوير أغنيات سجلوها قبل الثورة وطرحوها في ألبومات غنائية وشعروا بأن كلماتها تتلامس مع ما حدث في مصر أخيراً ومنهم المطرب محمد عدوية الذي صور أغنية «مين فينا» التي كانت ضمن أحدث ألبوماته «المولد»، واستخدم مشاهد من الثورة على الكليب ليعرض على القنوات الفضائية. وكان لسعد الصغير موقف آخر، إذ رفض تقديم أية أغان حزناً منه على دماء أرواح الشهداء، كما أوقف العمل في ألبومه الجديد الذي كان ينوي الانتهاء منه قريباً لحزنه الشديد. وقال سعد: «على رغم نجاح الثورة والتغيير الذي تشهده البلاد إلا أنني حزين للغاية على دماء الشهداء»، موضحاً أنه فضل ألا يغني للثورة ويدخر أموال تلك الأغنية ليعطيها لأهالي الشهداء والمصابين، كما أنه ينتظر استقرار الأوضاع في نقابة المهن التلفزيونية حتى يستأنف حملته لجمع تبرعات تصل إلى نحو 5 ملايين جنيه مصري.