المكونات الكيماوية التي تحتوي عليها توابل الكاري يمكنها أن تصير مكوناً لصناعة أجهزة رخيصة الثمن لكشف المتفجرات. ويُعرف جزيء الكركومين في الطب بمنافعه العلاجية في ما يتعلق بمقاومة السرطان والأكسدة. ويعتقد باحثون جمعهم لقاء نظمته الجمعية الفيزيائية الأميركية أن هذا الجزيء قد يحل محل إجراءات معقدة للكشف عن متفجرات من نوع مادة «تي إن تي» TNT، بحسب الموقع الإلكتروني ل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي). ويتمتع جزيء الكاري بالقدرة على شد جزيئات المواد المتفجرة في الهواء، ما يعني إمكان قياس تغيّر انعكاسات الضوء لديه خلال عملية التفاعل. ويتسبب إلقاء الضوء على بعض الجزيئات الكيماوية، في تغير لون انعكاساتها، وذلك خلال مدة قد تطول. ويُستخدم هذا التفاعل لصناعة مواد تشع في الظلام. يشار إلى أن الطريقة المعتمدة في عمليات كشف المواد المتفجرة تعتمد حالياً على تفاعل كيماوي يسمى «اللصف»، وهو يطلق ضوءاً ناشئاً عن امتصاص الإشعاع من مصدر آخر. ويسعى الباحث أبيشيك كومار من جامعة «ماساتشوسيتس لاول» وعدد من زملائه إلى عزل المادة الخاصة بإطلاق هذا التفاعل الكيماوي من مكونات توابل الكاري. وقال كومار خلال المؤتمر: «لو كان لديكم غرام من تي إن تي ... وفحصتم عيّنة ببليون جزيء من أي مكان في الحجرة، لعثرتم على أربعة جزيئات أو خمسة من المادة المتفجرة. وهنا تكمن صعوبة استشعار تي إن تي. لقد قدرت وزارة الدفاع الأميركية عدد الألغام المنتشرة في العالم بما بين 60 و70 مليون لغم، وإننا في حاجة إلى جهاز استشعار خفيف الحمل وسهل الاستخدام والانتشار ميدانياً وزهيد الثمن وذي حساسية مرتفعة.» وكان فريق كومار يدرس خصائص الكوركومين من أجل تطبيقات بيولوجية، وذلك بمحاولة إذابته في الماء، عندما خطرت لهم فكرة استخدامه بسبب خصائصه البصرية. وقال كومار: «كان انتباه العلماء منكباً على التطبيقات الطبية لهذا الصنف من التوابل، من قبيل معالجة السرطان والزهايمر، ولم يلتفت أحد إلى إمكانية الاستفادة من خصائصه البصرية».