تعرضت النيجر أمس، إلى هجوم جديد أودى بحياة 12 من قواتها الأمنية، بعد أقل من 3 أسابيع على تعرض دورية أميركية-نيجرية مشتركة في 4 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، لمكمن في جنوب غربي البلاد قرب الحدود مع مالي، أدى إلى مقتل 8 جنود: 4 أميركيين و4 نيجريين. وأعلن وزير داخلية النيجر محمد بازوم مقتل الدركيين ال12 أمس، بهجوم في منطقة تيلابيري جنوب غربي البلاد. وأضاف أن «عمليات الملاحقة بدأت». وذكر مصدر أمني أن الهجوم استهدف مركز الدرك في ايورو على بعد 200 كيلومتر جنوب غربي العاصمة النيجرية نيامي، في منطقة تيلابيري. ووصل المهاجمون على متن 5 آليات ونفذوا هجومهم فجراً، ثم فروا عند وصول تعزيزات عسكرية، بعدما استولوا على آليتين أو 3 للدرك. وأضاف المصدر أن قرويين رأوا المهاجمين وهم ينقلون جثثاً معهم. وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس زار مقر الكونغرس للقاء السناتور جون ماكين الذي هدد بإصدار أمر استدعاء للحصول على معلومات بشأن مكمن النيجر، بعد شكوى من التعتيم على الموضوع. وأقرّ ماتيس عقب الاجتماع أنه «بالإمكان دائماً تحسين الاتصالات»، وردد ماكين الذي يتولى رئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ التصريح ذاته. وأضاف: «لديّ انطباع باننا لا نعلم بالعناصر الكافية، لكن الوضع» بدأ يصبح أكثر وضوحاً. وطلب ماكين مراراً من وزارة الدفاع (البنتاغون) تقديم مزيد من التوضيحات عن مكمن النيجر، بما في ذلك سؤال عن السبب الذي حال دون إجلاء جثة أحد الجنود القتلى على الفور. وصرحت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز الخميس الماضي، أن «الرئيس ووزارة الدفاع وبصراحة كل الشعب الأميركي والحكومة يريدون معرفة ما حدث» في النيجر. وكما يحدث في كل الهجمات التي يُقتل فيها عسكريون أميركيون، فتح «البنتاغون» تحقيقاً في مقتل جنود، ليتبيّن أنه بسبب عدم توقع العسكريين الأميركيين عملاً معادياً، تولت القوات الفرنسية التي تكافح المتشددين في المنطقة تقديم دعم جوي لهم بعد المكمن، بما في ذلك مقاتلات ومروحيات قتالية وطبية نقلت الجرحى جواً. في سياق متصل، اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي أول من أمس، أن على الولاياتالمتحدة أن تكثف دعمها لقوة أفريقية مزمع تشكيلها لمحاربة المتشددين في غرب أفريقيا، وإلا فإنها قد تفشل، ما سيؤدي إلى تحمل القوات الفرنسية العبء وحدها. وقالت بارلي في كلمة أمام مؤسسة بحثية في واشنطن: «في منطقة الساحل تنتشر فرنسا في أجواء شديدة التوتر بدعم هائل من الولاياتالمتحدة. نحن ممتنون بشدة لهذا الدعم». وأضافت خلال زيارة للولايات المتحدة التقت خلالها كل من نظيرها الأميركي جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش.آر مكماسر: «لا بد من فعل ما هو أكثر من ذلك بكثير. لا يمكن أن نكون ولا نريد أن نكون حراساً لدول أفريقية ذات سيادة. لا بد من تمكينها من هزيمة الإرهاب بمفردها».