في الفترة الممتدة من 1861 الى نهاية عام 1895، التقط اللواء المصري محمد صادق بك أولى الصور الشمسية لمنطقة الحجاز، وأصدر لاحقاً مجموعة من الكتيبات عن سفراته مع المحمل المصري الى مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وتضمنت الكتيبات عدداً مهماً من الصور لأبرز معالم مكة والمدينة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وخلال السنوات اللاحقة، ازداد اهتمام الرحالة العرب والمسلمين بالتقاط صور لرحلات الحج، خصوصاً مع تقدم تقنيات التصوير الفوتوغرافي. ومع ذلك فإن ألبومات الصور التي تركها لنا أولئك الرحالة والحجاج تبقى نادرة للغاية، وتحديداً تلك التي تعود الى نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وهنا تكمن أهمية ألبوم الصور الذي تعرضه «دار كريستيز» للبيع في مزادها العلني الذي سيقام الخميس في السابع من نيسان (أبريل) المقبل. والصور التي التقطتها الدكتور محمد الحسيني عام 1908، توثق رحلة الحج التي قام بها انطلاقاً من ميناء الطور في مصر وصولاً الى ميناء جدة ومن هناك الى مكة الكرمة. والدكتور الحسيني مواطن هندي الأصل، درس علوم القرآن في مسقط رأسه مدينة الله آباد الهندية قبل أن يدرس الطب في جامعة البنجاب. وبعد التقلب في وظائف عدة، تولى مسؤولية مساعد القنصل البريطاني في جدة أواخر القرن التاسع عشر، حيث يبدو أنه واظب على ممارسة هواية التصوير. ويضم الألبوم النادر ثمانين صورة توثق لرحلة الحج، مع تركيز خاص على أبرز معالم مكةالمكرمة. فهناك لقطات للوصول الى ميناء جدة، ثم انطلاق المحمل المصري نحو مكة، وبعد ذلك مناظر وادي عرفة، ثم الجامع الكبير والكعبة المشرفة. ولا يخلو الأمر من صورة شخصية للدكتور الحسيني وأخرى لبعض المسؤولين المحليين. السعر المقدر للألبوم يتراوح بين 25 و35 ألف جنيه استرليني.