يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى باريس الثلثاء المقبل، في زيارة تستغرق 3 أيام، يبحث خلالها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أول لقاء بينهما، العديد من القضايا، على رأسها مكافحة الإرهاب وسبل تجفيف منابعه، وحل الأزمة الليبية. وغادر الأربعاء وفد رفيع المستوى من الرئاسة المصرية متوجهاً إلى فرنسا، للإعداد للزيارة ومتابعة جدول أعمال اللقاءات المقرر أن يعقدها السيسي في باريس. والزيارة هي الأولى بعد تولي ماكرون الحكم والثالثة منذ تولي السيسي الرئاسة في 2014. وتعد فرنسا من أبرز شركاء مصر على المستويين العسكري والاقتصادي، إذ أبرمت الدولتان صفقات تسليح عدة في العامين الأخيرين، أبرزها حصول القاهرة على حاملتي طائرات من طراز «ميسترال»، فضلاً عن تزويد الجيش المصري بسرب من طائرات «رافال». وقبل يومين تسلمت مصر فرقاطة وغواصة فرنسيتين، انضمتا إلى الخدمة في القوات البحرية، كما أن فرنسا من أهم الدول الأوروبية المستثمرة في مصر. وأعلنت الرئاسة الفرنسية (أ ف ب) أن الرئيس ماكرون سيستقبل الثلثاء في الإليزيه نظيره المصري. وقال قصر الإليزيه في بيان إن غداء عمل سيشكل أول لقاء بين الرئيسين «وسيتيح بحث مواضيع ذات اهتمام مشترك مثل الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب، لكن أيضاً وضع حقوق الإنسان الذي توليه فرنسا اهتماماً خاصاً»، مضيفاً ان «اللقاء سيتيح من جانب آخر بحث ملفات ثنائية خصوصاً سبل تعزيز العلاقات على صعيد التعاون الثقافي والتعليمي». وصرح السفير الفرنسي في القاهرة روماتيه ستيفان، قبل مغادرته القاهرة أمس متوجهاً إلى باريس للمشاركة في الإعداد للزيارة المرتقبة، إن «مصر ضحية للإرهاب خصوصاً في منطقة سيناء، وكذلك فرنسا التي تواجه الإرهاب بشكل دائم، ولكن على الجميع أن يتكاتف ويجتمع لتجفيف منابع الإرهاب، والحد من انتشار خطابات الكراهية، وقطع منابع التمويل عن الجماعات الإرهابية»، موضحاً أن «باريس ترى في القاهرة حليفاً استراتيجياً في المنطقة، خصوصاً لحل الأزمات في ليبيا وسورية والعراق إلى جانب مفاوضات السلام وحل القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب»، مشيرا إلى أن «الخطر الآن أصبح في الدول التي تعاني الفراغ السياسي مثل ليبيا». من جهة أخرى، التقى وزير الإنتاج الحربي الدكتور محمد العصار مع وزير إدارة برنامج مشتريات الدفاع في كوريا الجنوبية جيون جي جوك، ونائبه هوانغ إن، وعدد من رؤساء الشركات الكورية المتخصصة، أثناء وجوده في سيول لحضور فعاليات معرض دولي لمنتجات ومعدات الدفاع الكورية. وبحث الوزيران سبل التعاون المشترك في مجالات الصناعات الدفاعية والمدنية، وإمكان تبادل الخبرات التكنولوجية بين البلدين من أجل إدخال أحدث أساليب التصنيع الحديثة بما يتواكب مع متطلبات المرحلة الراهنة. واتفق الجانبان على تشكيل «لجنة مشتركة» لمتابعة موضوعات التعاون برئاستهما، على أن يعقد أول اجتماع لها في القاهرة بحضور وفد كبير من ممثلي الشركات العاملة في مجال الصناعات الدفاعية الكورية مع ممثلي شركات الإنتاج الحربي المصرية. وأكد العصار خلال اللقاء أنه مهتم بإقامة علاقة قوية بين شركات الإنتاج الحربي المصرية ونظيرتها في كوريا، معرباً عن تقديره للتقدم الذي أحرزته الصناعة الكورية وتطلعه لبدء تفعيل التعاون مع هذه الشركات. وكان وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي التقى نظيره الكوري سونج جونج الشهر الماضي في سيول، في ظل سعي مصر في السنوات الأخيرة إلى تنويع مصادر تسليح الجيش.