طرابلس، بنغازي، واشنطن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب - استمرت الضربات الغربية لليبيا أمس في اليوم السادس من عملية «فجر الأوديسا»، وسُجّلت غارات عنيفة على منطقة سبها في الجنوب الليبي، في حين تردد أن قوات العقيد معمر القذافي استولت على ميناء مدينة مصراتة، شرق طرابلس، لكن الثوار نفوا ذلك. كذلك وردت معلومات عن مفاوضات تجرى بين الثوار وقوات القذافي المتحصنة في بلدة أجدابيا في شرق ليبيا بهدف إخراج قوات الزعيم الليبي منها. وتتم هذه المفاوضات في شكل غير مباشر ومن خلال وسطاء من العشائر. لكن الوصول إلى مخرج مقبول يبدو أنه متعذّر حتى الآن بسبب رفض قوات القذافي الموافقة على شرط الثوار القاضي بخروجهم من البلدة من دون أسلحتهم الثقيلة. ومن شأن سقوط أجدابيا في يد الثوار أن يفتح الطريق غرباً في اتجاههم. ونقل مسؤولون حكوميون في اليومين الماضيين مجموعات من الصحافيين إلى منطقة بني وليد معقل قبيلة الورفلة القوية إلى الجنوب من طرابلس. ونقل الصحافيون مشاهد لمؤيدي الزعيم الليبي وهم يؤكدون ولاءهم له بعدما بدأ النظام في فتح مخازن الأسلحة وتوزيعها على المواطنين. وأوردت وكالة «فرانس برس» معلومات من مدينة بنغازي أن التحالف الدولي شن مساء الأربعاء وصباح الخميس غارات جوية مكثفة على مدينة سبها على بعد 750 كلم جنوبطرابلس معقل قبيلة المقارحة وقبيلة القذاذفة التي يتحدر منها العقيد القذافي. وقال شاهد رفض كشف اسمه إن «الغارات بدأت اعتباراً من الساعة الثانية فجراً بالتوقيت المحلي. سمعنا تحليق طائرات ونيران مضادات ثم عدة انفجارات». وأضاف أن «النيران والغارات استؤنفت عند الساعة 4,00 ت.غ. ولم تتوقف إلا عند الساعة 5,00 ت.غ»، لكن لم يتسن له تحديد المواقع التي استهدفها التحالف الدولي. وتقع عدة مواقع عسكرية في مدينة سبها القاعدة الخلفية للنظام. وقال أحد سكان مدينة مصراتة التي يسيطر عليها المعارضون في غرب ليبيا إن الضربات الجوية الغربية أصابت دبابات حكومية على مشارف المدينة في ساعة متقدمة الأربعاء لكن الدبابات داخل المدينة ما زالت على وضعها ولم تصب. وقال الساكن في اتصال هاتفي مع «رويترز» إن القوات الموالية للقذافي سيطرت على ميناء مصراتة، مما أدى الى تقطع السبل بآلاف العمال المصريين والأفارقة الساعين للخروج من البلاد بحراً. لكن ناطقاً باسم الثوار قال لقناة «العربية» بعد الظهر إن الميناء ما زال في يد الثوار. وفي باريس، قال ناطق باسم القوات المسلحة الفرنسية إن طائرة حربية فرنسية أطلقت صاروخ جو - أرض على طائرة عسكرية ليبية ودمرتها مباشرة بعد هبوطها في قاعدة مصراته الجوية. وأضاف أن طائرة الجيش الليبي انتهكت حظر الطيران. وكان التلفزيون الليبي أورد أن طائرات حربية غربية ضربت ليبيا لليلة الخامسة متسببة في دمار كبير بقاعدة عسكرية. وأظهرت الصور التلفزيونية حريقاً كبيراً في ما قال التلفزيون إنه قاعدة عسكرية بالعاصمة وعربات عسكرية لحق بها الدمار. وسُمع دوي انفجار كبير في العاصمة الليبية في ساعة مبكرة من صباح الخميس وأمكن رؤية دخان يتصاعد من منطقة توجد بها قاعدة عسكرية. وقال ساكن ل «رويترز» إن الدخان يتصاعد من منطقة عسكرية قرب معهد هندسي في منطقة تاجوراء. وقام مسؤولون في الحكومة الليبية بنقل طاقم تلفزيون من «رويترز» إلى مستشفى طرابلس في ساعة مبكرة من صباح الخميس ليعرضوا أمام الصحافيين جثث أشخاص قال المسؤولون إنهم قتلوا في غارات جوية غربية مساء الأربعاء. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نقل طاقم أجنبي الى مستشفى في العاصمة منذ بدأت الضربة الجوية. وقال مسؤولون إن المشرحة في مستشفى طرابلس بوسط المدينة استقبلت الجثث مساء الأربعاء بعد ضربة جوية لقاعدة عسكرية في منطقة تاجوراء. وسمحت السلطات الليبية بالوصول الى المشرحة لعرض ما قالوا إنها 18 جثة متفحمة لأفراد من العسكريين والمدنيين الذين قتلتهم الطائرات الحربية أو الصواريخ الغربية في الليلة قبل الماضية. وفي واشنطن، قال الجيش الأميركي إن التحالف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي أطلق 14 من صواريخ «توماهوك» الليلة قبل الماضية. وقال ناطق باسم القيادة الأميركية لأفريقيا في ألمانيا إن دول التحالف أسقطت قنابل كذلك على أهداف في ليبيا حيث يواصل القذافي تحديه مع تزايد كثافة الحملة العسكرية الدولية. على صعيد آخر، قال مسؤول في قطاع الطاقة الليبي أمس إن ليبيا تعاني نقصاً في الوقود وتحتاج لاستيراد إمدادات جديدة. وأبلغ المسؤول «رويترز»: «هناك نقص في الوقود ونحاول حل المشكلة». وأضاف: «هناك سفينة متجهة الى ليبيا وهي محملة بالوقود وأنا قلق من احتمال أن تقوم الولاياتالمتحدة وفرنسا وقوات التحالف بإيقافها أو قصفها... ستحل مشكلة (نقص الوقود) إذا وصلت السفينة إلى ميناء طرابلس».