66 سنة تفصل بين أول انفجار نووي يشهده العالم وتكون اليابان ضحيته في 1945 وبين انفجار كبير في محطات نووية تملكها اليابان ذاتها في 2011. مفارقة غريبة أن يتصادف وصول سفينة السلام اليابانية إلى مصر قادمة من تركيا في وقت تواجه فيه اليابان تهديداً نووياً خطيراً دفع ألمانيا مثلاً إلى إعادة النظر في سياستها النووية. 9 من الناجين في مأساة هيروشيما وناغازاكي (واسمهم هيباكوشا باليابانية) وصلوا إلى بورسعيد على متن سفينة السلام ضمن نحو 750 شخصاً من ناشطي السلام ومكافحة الانتشار النووي. جاءوا إلى القاهرة للمشاركة في منتدى نظمه المجلس المصري للشؤون الخارجية في إطار الإعداد لمؤتمر دولي كبير العام المقبل يدعو إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. والمشروع الذي أطلقته سفينة السلام يحظى بدعم دولي وفق ما يقول سفير اليابان في القاهرة، ويدعمه المجلس المصري باعتبار أن هذا الهدف كان دائماً ضمن أهداف السياسة الخارجية المصرية. فوكاهوري أكيرا، أحد الناجين من مدينة ناغازاكي، عبر ل «الحياة» عن صدمته من الانفجارات التي وقعت أخيراً في منشآت نووية في اليابان وإن كان لا يعرف مدى خطورة الوضع الحالي لأنه على متن السفينة منذ الثالث والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي وهو لا يستطيع متابعة الأخبار في شكل منتظم. وأعرب أكيرا (80 سنة) عن أمله في أن تبدأ اليابان في البحث عن مصادر بديلة للطاقة بخلاف الطاقة النووية التي تمد اليابان بنحو 30 في المئة من طاقتها. وتصل السفينة إلى السعودية في محطتها القادمة ثم تتجه إلى الهند وسنغافورة والفيليبين وماليزيا لتنتهي الرحلة في الثامن عشر من الشهر المقبل. وقد انطلقت سفينة السلام اليابانية في مئة رحلة حول العالم منذ اطلاقها عام 1983 كمشروع آسيوي بالأساس قبل أن تتوسع دولياً، وكانت مصر من أكثر المحطات التي رست فيها السفينة.