أعلنت وزارة الخارجية الهولندية أمس (السبت) أن السعودية «تنوي» فرض عقوبات اقتصادية على هولندا إثر صدور تصرفات مهينة للإسلام من قبل الزعيم الشعبوي الهولندي غيرت فيلدرز. وكان فيلدرز المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام طبع ملصقات تشبه العلم السعودي، وبدلاً من الشهادة المكتوبة على العلم استبدلها بعبارة بالعربية مسيئة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية فريز فيجنن: «لدينا إشارات تدل على أن السعودية تنوي اتخاذ إجراءات تجارية ضد هولندا». وأوضح أن السعودية شعرت ب«الإهانة» إزاء هذا العمل. لكنه لم يوضح الإجراءات التي يمكن أن تتخذها السعودية بحق بلاده. وذكر أن الحكومة الهولندية نأت بنفسها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي من تصرفات فيلدرز، مؤكدة أنه ليس عضواً في الحكومة الهولندية، وأن أفكاره لا تعكس آراءها. وكانت أنباء صحافية في السعودية ذكرت أن السلطات السعودية طلبت استبعاد الشركات الهولندية من المشاريع وخفض عدد التأشيرات لدخول رجال الأعمال الهولنديين. ويأتي حزب الحرية برئاسة فيلدرز في طليعة استطلاعات الرأي في هولندا قبيل إجراء الانتخابات الأوروبية نهاية الشهر الجاري. وهو متحالف مع حزب الجبهة الوطنية الفرنسي بزعامة مارين لوبن. وسبق أن شبه فيلدرز القرآن بكتاب «كفاحي» لأدولف هتلر، كما وصف الإسلام بأنه دين فاشي. وقد لوحق قضائياً بسبب تصريحاته هذه، إلا أنه عاد وحصل على البراءة من تهمة الحض على الكراهية، بعد أن رأى القضاة أن انتقاداته موجهة إلى الإسلام كديانة، وليس إلى مجموعة إثنية محددة. وأثارت تصريحاته المعادية للإسلام غضب الكثيرين. ويخضع فيلدرز لحراسة مسلحة على مدار الساعة منذ أن تلقى تهديدات بالقتل في عام 2004. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية: «لدينا دلائل على أن السعودية تدرس إجراءات، بسبب الإهانات التي وجهها فيلدرز لعلمها وللدين (الإسلامي)». وشدد على أن «مجلس الوزراء الهولندي نأى بنفسه بقوة عن إهانات فيلدرز للعلم السعودي والدين في كانون الأول (ديسمبر) ولا يزال على موقفه». وقالت الحكومة الهولندية إن التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى نحو خمسة بلايين دولار في 2010، وإن هولندا واحدة من أكبر المستثمرين في السعودية، وبلغت استثماراتها نحو أربعة في المئة تقريباً من إجمالي الاستثمار الخارجي المباشر في ذلك العام.