طرابلس - أ ف ب، رويترز - ظهر العقيد معمر القذافي في مقر إقامته في باب العزيزية في طرابلس ليل أول من أمس متحدياً التحالف الدولي الذي واصل قصفه لليبيا لليوم الخامس، ومؤكداً أن أعداءه ذاهبون إلى «مزبلة التاريخ». وقبل إلقاء القذافي كلمته سُمع إطلاق نيران المضادات الأرضية في سماء العاصمة الليبية وقد سبقها وتلاها دوي انفجارات بعيدة. وقد أكد الزعيم الليبي في أول ظهور علني له منذ بدء الهجوم على ليبيا أنه صامد ومستعد للمعركة. وهو كان يتحدث أمام مناصريه في مقر اقامته في باب العزيزية في طرابلس الذي تعرّض الأحد لقصف صاروخي نفّذه الائتلاف الدولي الذي يفرض حظراً جوياً على ليبيا. وتحدث القذافي، خلال ظهوره العلني المقتضب، إلى الحشد الموجود في مقر إقامته قائلاً: «أنا لا أخاف العواصف التي تجتاح المدى ولا من الطائرات التي ترمي دماراً أسود، أنا هنا في بيتي، في خيمتي، أنا صاحب الحق اليقين، أنا صامد، أنا هنا». وجاء في كلمته: «هذه معركة صليبية جديدة تشنها الدول الصليبية على الإسلام. يحيا الإسلام في كل مكان. كل الجيوش الإسلامية يجب أن تشترك في المعركة. كل الأحرار يجب أن يشتركوا في المعركة. (هناك) تظاهرات في كل مكان تؤيدكم، في آسيا، في افريقيا، في أميركا وفي أوروبا. شعوبهم ضدهم. الذين ضدكم هم حفنة صغيرة من الفاشيين، حفنة صغيرة من المجانيين، حفنة صغيرة من الذين ستسقطهم شعوبهم. سننتصر في هذه المعركة التاريخية. لن نستسلم... لن ترهبنا... نحن نستهزئ بصواريخهم... الليبيون يضحكون، الليبيون يستهزئون، نحن سنهزمهم بأي طريقة كانت - إذا كانت على المدى القصير سنهزمهم، وإذا كانت على المدى الطويل سنهزمهم. نحن مستعدون للمعركة إن كانت طويلة أو قصيرة». وتابع: «أقوى دفاع جوي هو الجماهير... هذه الجماهير... التظاهرات في كل مكان في الكرة الأرضية تؤيد الشعب الليبي ضد هذا العدوان غير المبرر، (إنه) عدوان مخالف لميثاق الأممالمتحدة، عدوان ظالم سافر من حفنة من الفاشيين سيضعهم التاريخ في مزبلته. أيها الشعب الليبي العظيم: إنك تعيش الآن ساعات مجيدة، هذه هي العزة، هذه هي الساعات المجيدة التي نحياها نحن الآن. كل الشعوب معنا. نحن نقود ثورة عالمية ضد الامبريالية ضد الطغيان. أقول لكم: أنا لا اخاف من العواصف وهي تجتاح المدى ولا من الطائرات التي ترمي دماراً أسود. أنا صامد. بيتي هنا، في خيمتي، في المنتدى. أنا صاحب الحق اليقين... أنا هنا أنا هنا أنا هنا». وهذا أول ظهور علني للقذافي منذ 17 آذار (مارس) عندما أجرى مقابلة الخميس مع التلفزيون البرتغالي قبل تبني قرار مجلس الأمن منتصف ليل الخميس بفرض حظر جوي على ليبيا. وحذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلثاء من أن الزعيم الليبي يمكن أن «يحاول الاختباء والانتظار حتى في مواجهة منطقة حظر جوي»، في حين قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن بعض المقربين من الزعيم الليبي اتصلوا بحلفاء ليبيا لإيجاد مخرج للأزمة. وقالت كلينتون: «لقد سمعنا عن... مقربين منه يتصلون بأشخاص يعرفونهم حول العالم - في افريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها - ويسألون ماذا نفعل؟ كيف نخرج من هذا الوضع؟». وأضافت كلينتون انها تلقت معلومات لكنها لم تعلن مصدرها، بأن أحد أبناء العقيد القذافي قُتل في ضربة جوية. وأوضحت مع ذلك أن «الأدلة ليست كافية» لتأكيد الوفاة التي في حال تأكدت لا يمكن أن تُنسب إلى القوات الأميركية.