حذّر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عضوها في الحوار الوطني صخر بسيسو من مغبة التصريحات التي أدلت بها قيادات «حماس» أخيراً، في إشارة إلى تصريحات القيادييْن أسامة حمدان ومحمد نزال التي تشكك في نيات الرئيس محمود عباس (أبو مازن) تجاه المصالحة والمبادرة التي أطلقها أخيراً في هذا الصدد. وقال ل «الحياة» إن هذه التصريحات تعني رفض «حماس» المبادرة، وإذا واصلت وضع عقبات أمام زيارة «أبو مازن»، فهي بذلك تعني أن الزيارة انتهت. وعلى صعيد المحادثات التي أجراها وفد الحركة أول من أمس مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي، قال: «العربي وعد بأن يتصل مع قيادات حماس ليعلم مدى استعدادها للتعاطي مع مبادرة عباس». ورجح أن يقوم عباس بزيارة قريبة لمصر الأسبوع المقبل، وقال: «إن المسؤولين المصريين أبلغونا بترحيبهم بزيارة أبو مازن، وسيتصلون بنا لتحديد زيارة قريبة له قبل نهاية الشهر». ورأى من خلال المحادثات التي أجراها مع المسؤولين المصريين أن مصر منشغلة الآن في ترتيب أوضاعها الداخلية، «لكننا شعرنا بأن هناك إرادة حقيقية لديهم من أجل استرداد مصر دورها العربي ومكانتها التاريخية... وأنهم سيعملون على أن يتحقق ذلك في أقرب وقت ممكن، وستكون الأولوية للقضية الفلسطينية». في غضون ذلك، نفت مصادر مصرية موثوق بها ما تردد من أن رئيس الاستخبارات المصرية الوزير مراد موافي التقى خلال زيارته في دمشق رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، لكنها كشفت عن اجتماع جمع بين السفير المصري في دمشق شوقي إسماعيل وعضو المكتب السياسي البارز في «حماس» محمود الزهار الذي وصل الى دمشق أول من أمس في إطار جولة بدأها قبل أسبوعين وشملت تركيا والسودان ومر خلالها بمصر عبر معبر رفح. وعلى صعيد مبادرة عباس، قالت المصادر «إن هناك خلافاً كبيراً الآن في صفوف حماس بين مؤيد لمبادرة عباس ومعارض لها». في السياق ذاته، أقرت مصادر مسؤولة في «حماس» بوجود خلافات داخل أطر قيادات الحركة من مبادرة عباس، وقالت: «نعم هناك تباين في وجهات النظر تجاه زيارة عباس لغزة» لافتة إلى أن الأمر لا يرقى إلى الخلاف. وزادت: «ليس لدينا أي حساسيات من أي اختلافات في الرأي لأن هناك آلية محددة لاتخاذ القرار، فالاختلاف في هذه القضية سيحسم من خلال الرأي والشورى». ورأى قيادي رفيع في «فتح» أن زيارة عباس لغزة تثير مخاوف داخل «حماس»، وقال: «قطعاً لو ذهب أبو مازن إلى غزة، ستخرج الجماهير الغفيرة لاستقباله دعماً للمبادرة لأن هناك رغبة عارمة لدى الجميع في إنهاء الانقسام... هذه الأمور تخيف حماس وتربكها، لذلك تضع ألف حساب لمثل هذه الزيارة التي هي بالنسبة إليها استفتاء جديد على شعبيتها، وهي لا تريد أن تطرح نفسها أو تخوض في هذه المسألة الشائكة»، مشيراً إلى رفضها إجراء انتخابات تشريعية، وقال: «لذلك أشكك في احتمالات تأييد حماس مبادرة عباس». من جانب آخر، وصل وفد قيادي من «حماس» إلى القاهرة قادماً من غزة عبر معبر رفح في طريقه إلى دمشق.