إن لم يكن ما أريد فالموتُ للغاردينيا التي جدّدت روحي يوماً إن لم يكن ما أريد فلتنطفئ كلُّ الشموع التي يختزنها قلبي احتياطاً عند انقطاع النور في جسدي المضاء * * * يا كلَّ الأشياء كوني يا أيها الحلم الأثير الذي يطوف في أرجاء الليل اللّين اترك الفضاءَ للبوالين وكلِّ ذي جناح واصحُ معَ الصبح وتوحّد معَ أشيائه واحمل على كتفيك أفقَ كلِ النهارات السّابحة في حكمة اليقَظة * * * إن لم يكن ما أريد فسأعلن عن سرِّ الرّمز في القصيدةِ المخنوقة وأكتب بكلِّ الّلغات نهاية الرَّمز في الشعر * * * إن لم يكن ما أريد فسأعقدُ صفقة مع كلِّ الفصول والمزاجات وأتوغّل في جغرافيا الخيالِ والمؤامرات ... بحنكة الوقت لآخر لحظة قيل لي: إنَّ لأصداء الحقيقة وقعٌ قويٌّ عندكم جئت أتبيّنَ ما تبقّى من ضياء الشمس على جباهكم وما لا تعيه أفواهكم من كلماتٍ هائجة في فوضى الصمت * * * إن لم يكن ما تريدون وأنتم من نار وماءٍ مقدّس وأنتم أشدُّ عناداً في زمنِ المحن وأنتم أشدُّ تمسُّكاً بالصّورة الشعريّة وفي أقوالكم يختبِئ معنى الفلسفة وعند فخامتكم تدنو كلُّ الأشياء بسخاءٍ وتواضع إلخ... إلخ وقاموسُ لغتكم ما أوسعه ما لنا والكلام الكثير إن لم يكن ما نريد ورغم ضيق الوقت في بصيرتنا ستصمتون... وأصمتُ ما تبقّى من لغتي... وأحبس نفسِي وأتَّخذ من قلب الماء لي مسكناً وأصادق الملح طعما ثابتاً